×
محافظة المنطقة الشرقية

بشير يقود الاتفاق من «بني ياس»

صورة الخبر

ينطلق الدعاء من حناجر المؤمنين الصادقين في مساجد هذه البلاد المباركة بأن ينصر الله المجاهدين المخلصين في الدفاع عن بلادهم وعن مقدسات المسلمين في كل بقعة، وعن قضايا العالم الإسلامي وفي مقدمتها قضية فلسطين. منذ عرفنا أنفسنا ونحن لا نسمع إلا مثل هذا الدعاء الصادق تلهج به الألسنة الصادقة. كلما استهدف بلد مسلم لجت المساجد بالقنوت وراح أئمة الجمعة يلهجون بالدعاء بأن يرفع الله عن هذا البلد أو تلك البلدان كل بلاء. اليوم وبلادنا مستهدفة على حدودها من خوارج هذا العصر من التكفيريين، ومستهدفة من أعدائها المتربصين. مستهدفة في عقيدتها وأمنها ووحدتها لم أسمع من بعض الأئمة في المساجد والجوامع في صلاة الجمعة وصلاة التراويح تلك الدعوات التي تثلج الصدور لجنودنا البواسل المرابطين على حدودنا في الجنوب والشمال. الدعاء لهم بالنصر والثبات ولبلادنا بالأمن والاستقرار ولشهدائنا بالمغفرة والرحمة. شهداء الواجب ومن اغتالتهم أيدي الغدر والخيانة أليسوا أولى بالدعاء؟ أقول هذا الكلام بعد أن لاحظت ضعفا في التفاعل مع ما تعرض له أمن هذه البلاد وجنودها الساهرين على الحدود، وتجاهلا لشهدائها أبناء الوطن رحمهم الله جميعا. تصاب بالصدمة عندما تصلي الجمعة أو في صلاة التراويح فتجد الأمام يلهج بالدعاء للمجاهدين في العراق وفي سوريا وفي أفغانستان وفي اليمن: فمن هم هؤلاء المجاهدين؟ هل هم جنود القاعدة الإرهابيون التكفيريون، أم جنود داعش القتلة المجرمون، أم فرع القاعدة في اليمن ؟ لعل البعض راق لهم ما حدث في العراق فحرك كوامنهم وبعث الأحلام المدفونة في نفوسهم من زمن فتوقعوا بسذاجة مفرطة أن البغدادي المارق هو خليفة المسلمين المنتظر، ولولا الخوف من ردود أفعال بعض المصلين لهلل الأمام ثم كبر ثم أعلن البيعة ودعا دون حياء لداعش ولزعيمها أبي بكر البغدادي الذي نصب نفسه فجأة ودون مقدمات خليفة للمسلمين. مثل هذا الإمام إما أن يكون مخلصا لوطنه لكنه جاهل ولا يدري بما يدور حوله ولا عن توجهات تلك الجماعات المنحرفة، وهذا تقع مسئولية جهله على وزارة الشئون الإسلامية، وهنا نسأل عن برامجها لرفع مستوى مثل هذا الإمام وتعريفه بالمنهج الإسلامي المعتدل كي يتمكن من الفرز الصحيح عند وقوع أية أحداث طارئة؟ والأمر الأخطر والمصيبة أن يكون لدى بعض هؤلاء الأئمة ميل وفي نفوسهم هوى لتلك العصابات !. أصدر أكثر من أربعين عالما وشيخا وداعية داخل السعودية بيانا ضافيا عن رأيهم في داعش والخليفة المزعوم البغدادي ومما جاء فيه أن داعش غير بعيدة عن القاعدة والنصرة، وأنهم خوارج وجماعة ضالة باغية غالية دموية وماهرة في افتعال الفتن فيما بين المسلمين مستغلة شعار الدولة الإسلامية ككلمة حق يراد بها باطل، وأنها ليست دولة بل عصابة مجرمة من وسائلها السرقة والسطو على المال العام؛ لذا لا يجوز القتال بأي حال تحت رايتهم فهم بعيدون عن العلم الشرعي الصحيح، ولا يحكمون شرع الله ويستبيحون الدماء بدون وجه حق. هل بعد هذا نجد من يدعو لهم ولإمامهم النكرة بالنصر والتمكين، وهي دعوات يبخل بها هؤلاء على جنودنا البواسل. إن مسئولية وزارة الشئون الإسلامية جسيمة في ضبط مثل هذا الانفلات وإعادة المتجاوزين لجادة الصواب أو إبعادهم فالأئمة والخطباء لهم دور عظيم في توجيه الرأي العام.