أكد عدد من المطوفين ورجال الأعمال بالعاصمة المقدسة أن خدمات الحج والعمرة صناعة لها فنونها ومهاراتها، لافتين إلى أنها أصبحت تحتاج للإعداد والتدريب والتأهيل لترقى إلى المستوى الذي تنشده القيادة الرشيدة لخدمة الحاج والمعتمر في المدينتين المقدستين، خاصة أنهما تستقبلان سنويا أكثر من عشرة ملايين حاج ومعتمر. وتوقعوا في حديث لـ»المدينة» أنه مع انتهاء المشاريع التطويرية أن يصل عدد الحجاج والمعتمرين خلال العام الواحد إلى خمسة عشر مليوناً. واستشهدوا على حاجة ضيوف الرحمن للخدمات الضرورية، بقوله تعالى:»(وليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) سورة الحج، حيث بين المفسرون أن المنافع يقصد بها التجارة أو الأسواق أو كل ما يرضى الله من أمر الدنيا والآخرة وألمحوا إلى أنه برزت في السنوات الأخيرة أهمية إنشاء جامعة أهلية خاصة بالحج والعمرة تتسق بين جهود عدة جهات تعمل في هذا المجال لتركيز عطائها وتعظيم جهودها، مؤكدين أن العمل في مجال الحج أصبح في حاجة لكوادر وطنية مؤهلة ومدربة لتستطيع أن تستوعب التقنيات الحديثة وفنون التعامل مع ضيوف الرحمن. ولفتوا إلى أن خدمات الحج والعمرة تشتمل على أكثر من عشرة تخصصات من الممكن أن توفر عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية وكل هذه الوظائف تحتاج إلى شباب سعودي مؤهل ومعد بشكل جيد لتلبية احتياجات سوق العمل في هذا المجال الحيوي والهام. نقلة نوعية وتوقع رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف عبد الواحد سيف الدين أن إنشاء جامعة لتدريب العاملين في مجال الحج والعمرة سيشكل نقلة نوعية وكبيرة لخدمة ضيوف الرحمن، خاصة بعد ان أصبحت العمرة طوال العام وأضحى أعداد القادمين للحج والعمرة في تزايد مستمر الأمر الذي يتطلب إيجاد كوادر وطنية تعمل في خدمة هذه الأعداد. وقال:» لقد شرف الله أبناء هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين»، لافتا إلى أنه سبق أن اقترح سمو أمير منطقة مكة المكرمة السابق الأمير خالد الفيصل خلال موسم الحج الماضي إنشاء جامعة تؤهل أبناء الوطن للعمل في هذه المهنة السامية مؤكدا أن الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف تدعم هذه الخطوة المباركة استشعارا منها لحجم المسئولية الملقاة على عاتقها تجاه ضيوف الرحمن. 20 مليار ريال وبين المطوف حيدر شيخ جمل الليل إن اقتصاديات الحج والعمرة متعددة وبأرقام فلكية، قائلا:»حتى الآن لا توجد جهة مختصة تقدم لنا بيانات وأرقاما صحيحة»، مضيفا إن الجامعة الأهلية للحج والعمرة ستكون قيمة مضافة لهذه الاقتصاديات، مبينا أن نظام العمرة الآلي الذي ستطبقه وزارة الحج سوف يرتبط بأكثر من 3000 وكيل عمرة دولي و يوفر سوقاً اقتصادياً يتجاوز حجم تداولاته الـ 20 مليار ريال. حصاد سبع سنوات ولفت ايهاب مشاط نائب رئيس الغرفة التجارية بمكة المكرمة ـ إن فكرة إنشاء جامعة متخصصة في الحج والعمرة ترجع لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ـ سابقاً ـ ، مبينا أن الفكرة كانت ثمرة معايشة سمو الأمير لما يقدم للحجاج من خدمات باعتباره رئيس لجنة الحج المركزية لمدة سبع سنوات ويطلع على كل صغيرة وكبيرة. وقال:»أتمنى من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله تبني هذه الفكرة لنرى بإذن الله هذه الجامعة واقعا ملموساً بعد أن كانت مجرد فكرة لتتولى شؤون الأبحاث والدراسات والتدريب والتأهيل». وأكد أن أهمية هذه الجامعة تزداد بعد أن صار موسم العمرة طوال العام وبعد الزيادة الكبيرة المتوقعة في أعداد المعتمرين والحجاج. وأضاف إن هذا التطور هام ومطلوب خاصة للجهات المعنية بقضايا البحث والدراسة والتدريب وهو جانب لا يقل أهمية عن المشاريع الضخمة التي تنفذها المملكة وتصرف عليها مئات المليارات إذ يبقى الإنسان الذي سيدير هذه المرافق والخدمات وينبغي إعداده لمواكبة التطورات والإنجازات التي تشهدها المدينتان المقدستان . ضرورة ملحة ويرى الشيخ زهير سدايو رئيس مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا أن الطفرة الكبيرة التي تشهدها العاصمة المقدسة سوف تنعكس آثارها الإيجابية على الحج والعمرة فالمشروع الكبير الذي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة صحن المطاف سوف تحدث نقلة نوعية في انسيابية الحركة خلال الطواف لتصبح 105 آلاف طائف خلال الساعة الواحدة بزيادة ثلاثة أضعاف عن الرقم الحالي. ولفت إلى أن مشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام ستستوعب أكثر من مليون و200 ألف مصل، قائلا:»هذا التطور الكبير سوف يواكبه زيادة في عدد الحجاج والمعتمرين وبالتالي يجب التجهيز ومن الآن لإعداد الكوادر الوطنية والمؤهلة علمياً والتي تتمتع بمهارات كبيرة من أجل كل ذلك أصبح وجود جامعة أهلية للحج والعمرة أمراً ملحاً». 17 مليون حاج ومعتمر ويقول محمد عبدالصمد القرشي نائب رئيس غرفة مكة المكرمة:»بعد أن كشفت الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أن المخطط الشامل لمنطقة المشاعر المقدسة سيرفع طاقة المشاعر من 2.8 مليون حاج حاليا إلى قرابة 7 ملايين حاج». وأضاف إن المخطط الجديد سيوفر 5 طرق رئيسة جديدة تربط مكة/جدة بنفس مستوى طريق مكة/جدة السريع، قائلا:»سيرفع ذلك أعداد الحجاج والزوار إلى 17 ملیون حاج ومعتمر طوال العام بعد انتهاء تنفيذ المخطط». وأضاف إن هذه الأعداد تحتاج للمزيد من الأبحاث والدراسات التي تخدم هذه الطفرة الكبيرة وتوفر في ذات الوقت كفاءات بشرية تنهض بمستوى جودة الخدمات التي تقدم لضيوف الرحمن، لافتا إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أن مجموع السكان دائمي الإقامة بالعاصمة المقدسة من المتوقع بعد 30 عامًا أن يصل إلى 3.8 مليون شخص و يعتبر قطاع الحج والعمرة من القطاعات الواعدة لإيجاد ما يقارب المليون والنصف مليون وظيفة اقتراح عبقري ويقول عادل كعكي رئيس الغرفة التجارية بمكة المكرمة ـ السابق ـ : إن الاقتراح الذي سبق وتقدم به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ـ سابقاً ـ بإنشاء جامعة أهلية للحج والعمرة هو اقتراح عبقري و مبني على رؤية استراتيجية تبناها سموه منذ تولى إمارة منطقة مكة المكرمة في 30ربيع الآخر 1428هـ حيث كان يتابع وعن كثب ملف الحج والعمرة قبل تولي سموه وزارة التربية والتعليم. وبين أن هذا الاقتراح يأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية لتطوير مكة المكرمة خلال الثلاثين عاما القادمة و التي يجب أن نستعد لها من الآن بالعلم أولاً وقبل كل شيء فنحن ليس لدينا مشكلة في الإمكانات المادية والحمد لله لكن لدينا فقر كبير في الامكانات البشرية المؤهلة والمدربة ومن هنا يحظى هذا الاقتراح بأهمية بالغة. وناشد وزارة التعليم العالي بأن تسرع في إنشاء الجامعة، مبينا أن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة يؤكد على حرصه على اكتمال المشاريع التي وجه بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في العاصمة المقدسة التي تسهم في خدمة ضيوف الرحمن وأتمنى أن يكون ملف إنشاء جامعة متخصصة للحج والعمرة على قائمة أولوياته لترى النور بإذن الله وكلنا ثقة في قدرات أميرنا الشاب وسعة أفقه . زيادة في الإنفاق من جانبه، لفت عبد الرحمن الغامدي رئيس مجلس إدارة مجموعة زاد العالمية إلى أن دراسة أجراها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج تؤكد أن متوسط انفاق الحاج الواحد يقدر بحوالى 7.15 آلاف ريال، وبالتالي إذا كان عدد الحجاج حاليا 2.5 مليون حاج فإن دخل المملكة خلال موسم الحج يصل إلى 17.875 مليار ريال. وقال:»إذا أضفنا موسم العمرة يرتفع الدخل لما يتجاوز الستين مليار ريال سنويا ومن المتوقع أن يتضاعف خلال السنوات القادمة مع تضاعف الطاقة الاستيعابية للمسعى والمشاعر واكتمال المشاريع العملاقة التي تشهدها المدينتان المقدستان». وقال:»إن هذه الطفرة تحتاج إلى جامعة متخصصة في شؤون الحج والعمرة فلا يمكن وبعد أربعة عشر قرنا أن نفتقد لمثل هكذا جهة علمية تنهض بمهمة البحث والدراسة و إعداد كوادر مؤهلة ومدربة». وأضاف:»كلنا ثقة في أن الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة سوف يكمل مسيرة العطاء والإنجاز التي بدأها الأمير خالد الفيصل». المزيد من الصور :