×
محافظة الرياض

الشهراني حاضر

صورة الخبر

مع بدء أي صراع في جغرافية عربية أو إسلامية للأسف نجد أصواتهم تعود أكثر علواً ودعوتهم للنفير والجهاد تتكرر على منابرهم...من داخل مؤسساتنا ... اكثر من مرة أكد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أن من يدعو للجهاد هو في واقع الأمر خارج عن الشرعية وهو مثير للفتن وجرم ذلك في قرار ملكي صريح... أيضا أكثر من مرة أكد المفتي تحريم خروج هؤلاء الشباب..، بل واعتبرهم خوارج العصر.. وأنهم آثمون ومن يدعوهم للجهاد آثم....، ولكنهم للأسف لا يتوقفون عن دعوة أبنائنا للجهاد..، بالأمس العراق وسورية وقبلهما البوسنة والهرسك وافغانستان واليوم اليمن.. تتنوع الجغرافية وتبقى دعواتهم واحدة الجهاد ونصرة المسلم وهم بنفس الخطاب وبنفس المفردات وبنفس المنابر يختطفون شبابنا ويقدمونهم كبش فداء بلا ثمن... الأشكال ان هؤلاء يقيمون بيننا ويشاركوننا الوطن.. يشاركوننا الأرض ولكنهم للأسف لا يرتكزون مثلنا على حب مصلحة الوطن والخوف على شبابنا...، انتماؤهم لنا ورقياً وانتماؤهم لغيرنا عملي حسب خطابهم ودعواتهم للجهاد... للأسف يقيمون بيننا ويتحركون بيننا وكلماتهم للأسف مازالت تجد أذنا صاغية... عند بعض شبابنا.. وللأسف أكثر وأكثر مازالت بعض الأسر في حيرة من أمرها.. فهناك من البسطاء ممن اختلطت عليهم الأمور.. حيث يعتقدون ان هناك جهاداً وأن هناك نصرة لمسلم فيقبلون سفر أبنائهم وإن كان على مضض....، وهناك من خرج أبناؤهم عن سيطرتهم وتحولوا فكرياً دون رضاهم بل وخرجوا من البلاد دون علمهم... وجميعهم ضحية لزارعي الفتنة وناثري بذور التطرف والإرهاب في شبابنا... حين قنن وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل استخدام المصلى ومنع استغلاله من هؤلاء فرحنا ليقيننا ان هناك من حوله لمسرح خاص به هو المؤلف وهو المخرج والنص لا يخلو من غلو وتطرف.. والضحية صغارنا... فرح الأهالي كثيراً بذلك لأنه البداية في تحقيق الأمن الفكري الذي نطالب جميعاً به كمواطنين وآباء وأمهات...، ولعل الأمر أيضاً يرتقي أكثر وأكثر فنجد من جامعاتنا حصناً آخر لأمننا الفكري فلا نجد مكاناً لهؤلاء يزرعون فيه بذور الإرهاب والتطرف بين شبابنا وفتياتنا... بعضهم يتحفظ على الاحتفال باليوم الوطني.. ولا يتأخر في دعوة أبنائنا للجهاد هنا وهناك مع أن في ذلك خروجاً صارخاً على ولي الأمر... فهل الدين يحلل الخروج على ولي الأمر ويحرم تنمية الوطنية في وجدان الناشئة...؟ أم هي تشريعاتهم الخاصة بهم لخدمة أهدافهم وإن خالف صراحة الدين... لم يقف الأمر بهم عند دعوة الشباب للجهاد بل حاولوا مناصرة العصابات الإرهابية مثل داعش بالتشكيك في مقاتلتها والتعاطف معها باعتبارها جماعة مسلمة... هل يعقل ذلك...؟ هل ماتقوم به هذه الجماعات من الإسلام...؟ ضربهم عسكرياً ضروره لا خلاف حولها ولكن لأن ذلك يخالف مصالحهم عادوا لمخاطبة العواطف خاصة البسطاء لتعزيز رغبتهم في تحريك الفتنة داخل وطننا....، كم سيكون رائعاً لو زامل هذه الحمله العسكرية حملة فكرية لمواجهة الفكر المتطرف بفكر تنويري فكر يؤمن بالإنسان وحقوقه التي صاغها الإسلام صراحة بنصوص قرآنية مثل الحرية الدينية والمساواة بين الجنسين والصدق ظاهرياً. خارجياً وعدم التكسب من الدين والتجارة فيه.. واحترام عقل الفرد وتقدير كرامته وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتي اختلط فيها العرف بالدين وبات عقيدة عند البعض.. وللوصول لتطهير البلاد من شرهم لابد من كشفهم ومحاسبتهم ودعم مطالب الأهالي المتضررين بمحاكمتهم ومعاقبتهم.. ضمن قوة أمنية فكرية من خلالها نحصن أبناءنا ونحميهم بقوة داخلهم تعطيهم مناعة تحفظهم من شر تلك الفيروسات البشرية....انهم مكينة إرهاب لابد من تعطيلها قبل أن تفقدنا شبابنا وأجمل مقدرات الوطن....