شهد القرن الثاني من عمر الطيران التجاري العالمي بداية جيدة في مستهل العام الحالي، بعد أن سجل الطلب على النقل الجوي للمسافرين ارتفاعاً قوياً وسط مؤشرات اقتصادية إيجابية تنسجم مع النظرة العامة المتفائلة للوضع الاقتصادي العالمي في عام، لكن في الوقت نفسه هناك تحذير من أن تلقي أزمة أوكرانيا بظلالها على هذه النظرة المتفائلة. وقال، توني تايلور، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" إن صناعة الطيران شديدة التأثر بالصدمات الخارجية، وإنَّ التطورات الأخيرة في الأزمة الأوكرانية يُمكن أن تكون لها نتائج تنعكس على السوق، ويُمكن أن تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار النفط، وبالتالي وقود الطائرات. وأعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" من مقره في جنيف أمس، أنّ حركة نقل الركاب العالمية سجلت زيادة كبيرة في الطلب، وذلك بارتفاع مجموع إيرادات الركاب محسوباً بالكيلومترات بنسبة 8.0 في المائة في كانون الثاني (يناير) الماضي مقارنة بالشهر نفسه في عام 2013، ويتجاوز هذا التحسن أيضاً النمو المُسجل في كانون الأول (ديسمبر) 2013 البالغ 6.8 في المائة، والمعدل العام لمجمل نمو عام 2013 البالغ 5.2 في المائة. وطبقاً لأرقام "أياتا"، فإنَّ شهر شباط (فبراير) الماضي قدَّم هو الآخر مثالاً قوياً على اتجاه التحسن القوي لصناعة الطيران خلال العام الحالي، حيث ارتفعت حركة النقل الجوي للركاب في الشهر الثاني من العام بنسبة 6.0 في المائة مقارنة بكانون الثاني (يناير) الماضي الذي كان في الأساس قد سجَّل نمواً مرتفعاً. وإذا كانت كل مناطق العالم الجغرافية سجلت نمواً في حركة الطيران خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، إلا أنها تفاوتت في نسبة تقديم هذا العطاء السخي لاقتصاد صناعة الطيران العالمية، وجاءت منطقة الشرق الأوسط في المقدمة. وتكشف أرقام "أياتا" أنَّ شركات طيران منطقة الشرق الأوسط عادت لتبرز من جديد كأقوى منطقة جغرافية من حيث نمو حركة النقل الجوي للمسافرين، مسجلة نسبة نمو قدرها 18.1 في المائة خلال كانون الثاني (يناير) 2014، تأتي بعدها بمسافة بعيدة نسبياً الناقلات الجوية في منطقة آسيا ــ المحيط الهادئ، مسجلة نمواً قدره 8.0 في المائة، ثم الشركات الأوروبية (6.4 في المائة)، وشركات طيران قارة أمريكا اللاتينية (4.4 في المائة)، وشركات طيران أمريكا الشمالية (كندا، الولايات المتحدة، والمكسيك) مسجلةً نمواً قدره 3.5 في المائة، ثم القارة الإفريقية (2.7 في المائة). ومن ناحية تغطية الطاقة الاستيعابية للمقاعد، سجلت شركات طيران الشرق الأوسط أيضاً أعلى نسبة نمو في كانون الثاني (يناير) الماضي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2013 بلغت 15.0 في المائة مقارنة بـ 7.5 في المائة لشركات طيران منطقة آسيا ــ المحيط الهادئ، و5.9 في المائة لقارة أوروبا، و4.0 في المائة لقارة إفريقيا، و2.5 في المائة لقارة أمريكا الشمالية، و2.0 في المائة لقارة أمريكا اللاتينية. وقدَّم تقرير "أياتا" تفسيراً عن سبب تسارع، أو تباطؤ، أو ركود نمو حركة النقل الجوي للمسافرين في كل منطقة جغرافية في العالم، فالبنسبة للنمو القوي في منطقة الشرق الأوسط، ذكرت "أياتا"، أن ناقلات الشرق الأوسط استفادت من قوة الاقتصادات الإقليمية، والنمو القوي في السفر المتصل بأعمال التجارة، والبناء، والاقتصاد، والمال، يدعمها في ذلك الأداء الدولي لتجارة الصناعات في الاقتصادات الرئيسة في المنطقة مثل السعودية والإمارات.