ودَّعت الأحساء يوم الاثنين 8 شوال 1435هـ الموافق 4 أغسطس 2014م، أحد رواد التعليم في بلادنا، الأديب الدكتور عبدالله بن علي بن عبدالرحمن آل الشيخ مبارك، وهو من مواليد مدينة الهفوف بالأحساء عام 1340هـ. باحث وناقد أكاديمي، وهذه الأبيات مشاركة في وداع الراحل العزيز رحمه الله. لكَ السـبْقُ في دَرْبِ المَعـالي تَأَلَّقـا وفَقْــدُكَ أمْسَــى للـفــــؤادِ مُـؤَرِّقــا وحُزْنٌ تنامَى في الوُجُوهِ وحَسْـرَةٌ إلى الأهْلِ والصَّحْبِ الكِرامِ تَسابَقا رحيلُكَ خَطْـبٌ يَفْطُـرُ القلبَ ذِكْــرُهُ وقدْ حَلَّ قَسْراً في النُّفُوسِ وأرْهَقـا رَحَلْتَ ولمْ تَرْحَلْ صِفاتُكَ عِطْرُها يَفُوحُ مَدَى الأزْمـانِ أزْهَى وأعْبَقا سَـعَيْتَ لِنَيْلِ العِـلْمِ مِـنْ كُلِّ مَوطِنٍ بِعَزْمٍ شَدِيدٍ يَرْتَقِي الصَّعْبَ شاهِقـا قَطَفْتَ وُرُودَ العِلْمِ مِنْ كُلِّ رَوْضَةٍ فكانَ طُمُوحُ النفْـسِ حُلْمــاً وَشَـيِّقـا سَلَكْتَ دُرُوبَ الفِكْرِ طَوْعاً وغايَةً فَــزَانَتْ لَكَ الــدُّنيا وزَادَتْ تأَلُّـقـا مَـلَـكْـتَ قُلُـوبَ الأَقْـرَبِـينَ لأنَّهُــمْ رَأَوا فِـيكَ نُبْـلاً عَـْبقَــرِيّاً وصادِقا وعِشْتَ سَـلِيلَ المَجْدِ شَهْماً مُنافِحاً عَـن الحَـقِّ حَـتَّى لا يَظَـلّ مُمَـزَّقــا أيا ابنَ الكِرَامِ الغُرِّ أصْلاً ومَحْتَداً تنامَى لدِيكَ الخَيْرُ في الطَّبْعِ سامِقا ويا مَـنْ وَرِثْتَ العِلْمَ طَبْعاً وخِلْقَـةً لِيَسْـمُو بِكَ التعْلـِيمُ نَهْجـاً ومَنْطِقـا وكُـنْتَ المُــرَبِّي للكِــبارِ وقَـبْـلَـهُم صِغارٌ زَرَعْتَ النورَ فِيهم فأشْرَقا رَعَى اللهُ يَوْماً باذِخَ الحُسْنِ يَسَتَوِي لكَ القَـــوْلُ فِــيهِ دَانِـياً مُتـألِّقــــا يَفُـوحُ بِـهِ الإبْـداعُ وَرْداً وعِطْــرُهُ تَضَـوَّعَ في الأجْـواءِ حُلْماً مُرَنَّقـا تَطُـوفُ بِنـا الآفـاقَ زَهْــواً كَأنَّمـا مَلَكْتَ زِمـامَ الفِكْـرِ غَرْباً ومَشْرِقا وجُهْدُكَ في الآدابِ ما زالَ بَصْمَةً وتَذْكُــرُهُ الأجْــيالُ كالنجْمِ بارِقــا جَـدِيبُ المَعـانِي في يَدَيْـكَ سَــنابِلٌ تفِيضُ عطاءً يَجْعَلُ الـدَّوْحَ باسِقـا مَعَ الفِكْرِ كُـنْتَ الـرائِدَ الفَـذَّ قُـدْوَةً لِجِـيلٍ رَأى فِيكَ النَّجــابَةَ فـارْتَقَى لكَ الشِّـعْرُ يَسْعَى طائِعاً فضَمَمْتَهُ بسِفْرٍ حَوَى ما الذَوْقُ جَمَّعَ وانْتَقى وللنَّثْرِ في شَرْقِ الجَزِيرَةِ مَوْضِعٌ لَـدِيكَ أثِيرٌ حِـينَ أضْحَى مُوَثَّـقا عَلَيْكَ مِنَ الرَّحْمـنِ عَفْـوٌ ورَحْمَـةٌ وفَيْـضٌ مِـنَ الغُفْـرانِ يَنْـثالُ دافِـقـا إشارة لعمل الراحل رحمه الله في التعليم العام ثم في التعليم الجامعي. إشارة لكتابه "الشعر المعاصر في شرقي الجزيرة العربية" الصادر عام 1967م، وهو موضوع رسالته في الماجستير من جامعة القاهرة. إشارة لكتابه "أدب النثر المعاصر في شرقي جزيرة العرب" الصادر عام 1970م وهو موضوع رسالته في الدكتوراة من جامعة عين شمس.