في وقت جدد فيه المصريون تفويضهم للرئيس عبدالفتاح السيسي لمواجهة الإرهاب، والضرب بيد من حديد على بؤر التنظيمات التكفيرية خصوصا في سيناء، لقي 25 من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" مصرعهم وأصيب 20 آخرون في هجمات شنتها قوات الجيش باستخدام مروحيات الأباتشي على معاقل التكفيريين بمنطقة جنوبي الشيخ زويد. وقالت التقارير الأمنية إن "أجهزة الأمن تلقت معلومات بوجود تجمع للتكفيريين التابعين لولاية سيناء بمنطقة اللفيتات جنوبي الشيخ زويد بهدف التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الأمن، وقامت مروحيات الأباتشي بعملية قصف جوي استهدفت خلالها التجمع، ما أسفر عن مقتل 25 تكفيريا وإصابة 20 على الأقل"، مشيرة إلى أن الحملات العسكرية مستمرة لملاحقة عناصر التنظيم تنفيذاً للقرار الذي اتخذه المجلس الأعلى للقوات المسلحة أخيرا باستمرار وتكثيف أعمال الدهم والملاحقات لكل عناصر "الإرهاب والتطرف" بسيناء بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية. وقال اللواء سيد شفيق، مدير مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية المصرية، في تصريحات صحفية، إن "الأجهزة الأمنية تواصل شن حملاتها الأمنية التي تستهدف البؤر الإجرامية، لملاحقة الخارجين عن القانون، واستهداف الأوكار التي تتخذها العناصر الإرهابية مأوى لهم، بهدف القضاء على كل تلك البؤر وتحقيق الأمن في كل ربوع البلاد، حيث نجحت القوات في دهم عدة بؤر إرهابية في 13 محافظة، وتمكنت من ضبط 91 من العناصر الإخوانية ومثيري الشغب، والصادر بشأنهم قرار ضبط وإحضار من قِبل النيابة العامة، والمتورطين في الاعتداء على المقرات الشرطية والتحريض على العنف ضد رجال الجيش والشرطة، وأن الحملات تمكنت من استهداف عدد من العناصر الإخوانية في محافظات مرسى مطروح والدقهلية والقاهرة والفيوم ودمياط والجيزة والشرقية والإسكندرية والمنيا والسويس وشمال سيناء وبنى سويف وأسوان". وكان آلاف المصريين خرجوا في تظاهرات عقب صلاة الجمعة أمس، حملوا خلالها لافتات تدين الإرهاب وتطالب بحاكمة عناصر جماعة الإخوان المتورطة في تنفيذ عمليات مسلحة، وجدد المصريون تفويضهم للرئيس السيسي بمحاربة الإرهاب، مؤكدين وقفوهم خلف قوات الجيش والشرطة ضد التنظيمات التكفيرية في سيناء. ومن جانبها، أكدت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إدانة الولايات المتحدة لأي دعوة إلى العنف من بينها البيان الصادر عن جماعة الإخوان على شبكة الإنترنت والداعي لتنفيذ أعمال عنف في الفترة المقبلة. وأعربت "هارف" في تصريحات صحفية، أول من أمس، عن انزعاج الولايات المتحدة إزاء فحوى الرسالة التي يحتويها البيان لا سيما أنه نُشر قبيل الهجمات التي وقعت في سيناء، موضحة أن الخارجية الأميركية اطلعت على البيان الذي تحدث عن الجهاد وتسعى حاليا إلى الحصول على مزيد من المعلومات بشأنه في حين أنها شددت على إدانة واشنطن لأي دعوة إلى العنف. وعلى صعيد زيارة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لمصر التي ستبدأ بعد غد، أكد المتخصص في الشأن الروسي الدكتور محمد فراج أبو النور، أن الإرهاب والتعاون العسكري والأزمة السورية ستكون أبرز المواضيع المنتظر نقاشها خلال زيارة بوتين لمصر، لافتا إلى أن "روسيا تستطيع مساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب عن طريق رصد ومتابعة نشاط الجماعات الإرهابية في مصر من خلال أقمار روسيا الصناعية، خصوصا أن زيارة بوتين لمصر تأتى بعد تحضير طويل ومكثف على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.