الكوميديا السوداء هي نوع من الكوميديا والهجاء، تمتاز بأنها تدور حول مواضيع تعتبر عمومًا تابوهات أو أموراً لايحبذ الخوض فيها، تطرح بشكل فكاهي أو ساخر، مع الاحتفاظ بجانب الجدية في الموضوع، والسؤال هل يمكن معرفة مايدور في هذه الوسائط؟ مثل الواتساب، والفيسبوك، وتويتر، من كوميديا سوداء؟ فقد ابتكر بعض الفنانين وسائل أخرى لكشف مكنون ما يدور فيها. ما تتداوله وسائل الإعلام الاجتماعي هو شيء يحدث في العالم الافتراضي، ولكن ماذا لو، بدلاً من قراءة (الهاشتاق) لمعرفة ما يتردد على تويتر، يمكن أن نشاهده في العالم المادي الحقيقي، على شكل مجسم مادي، كيف هي مشاعر الزملاء والجيران اليوم؟ كيف يتحاور الناس مع بعضهم البعض، كم منهم مبسوط وكم هو الساخط؟ بالطبع المعرفة، والكشف، والإعلان، لن يغير ما يدور على مواقع مثل تويتر والفيسبوك والواتساب، ولكننا بالتأكيد بأيدينا أن نغيرها، لو أردنا؟ التجربة تمت في أوسلو، النرويج، حيث قام اثنان من الفنانين الشباب النرويجيين، سيفر لورتيزن، وإيريك هاوجين، بإقامة نصب تذكاري ضخم وسط الحديقة العامة بوسط المدينة، وسمُّوه، مونوليت، أي منارة الكشاف، وجعلوا داخله نافورة من الألوان، تصب من أعلى النصب للأسفل، ويخرج من النافورة التي تقطر بألوان الطلاء المختلفة، سوائل ملونة تعتمد على مدخلات وسائط الاعلام الاجتماعي القريبة منها، وكل لون يعبر عن محتويات التغريدة، فعلى سبيل المثال، إذا قام شخص بإطلاق تغريدة، أو هاشتاق، (ازعاج)، أو (شتيمة) يخرج من النافورة فوراً وابل من الطلاء الأسود، في الوقت الحقيقي، أونلاين، وفي الوقت نفسه، إذا قام آخر، بالتغريد بكلام فيه شعور جيد، مثل ياصباح الخير، طفح الطلاء الوردي، الذي يقوم بالتنقيط أسفل النصب، ويمتزج اللونين، ويرى الناس أيهما يغلب على طابع ونفسيات المواطنين، الأسود أم الوردي. طبعاً هناك ألوان أخرى، تخرج من النافورة، الأزرق لتغريدات العمل، والأصفر لتغريدات الأخبار، والأبيض للأدعية، والأحمر، لأكل لحوم الناس والحش فيهم. #القيادة_نتائج_لا_أقوال تخيل لو تم وضع مثل هذا النصب التذكاري، النرويجي، الساحر، في وسط جدة، أو الرياض، أو أي مدينة سعودية أخرى ماذا سوف يكون لون النافورة؟ ستشكل بالتأكيد لوحة فنية نادرة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain