صوت سكان القرم الاحد باغلبية 95% لمصلحة الانضمام الى روسيا في استفتاء اعتبرته السلطات الاوكرانية الجديدة ومعظم دول العالم غير قانوني، بحسب ما اظهرت استطلاعات الراي عند ابواب مراكز الاقتراع. وذكرت سلطات شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا ان "95.5% من سكان القرم دعموا ضم القرم الى روسيا في الاستفتاء. وهذا ما اظهرته البيانات التي جمعتها استطلاعات الراي التي اجريت عند ابواب مراكز الاقتراع". ودعي مليون ونصف مليون ناخب للادلاء باصواتهم في استفتاء ندد به العالم اجمع لكن تسانده موسكو وتبدو نتائجه محسومة سلفا. وفيما انتشرت قوات روسية وميليشيات موالية للروس في القرم، دعي سكان شبه الجزيرة الواقعة في جنوب اوكرانيا الى الاختيار بين الانضمام الى اتحاد روسيا وحكم ذاتي موسع ضمن اوكرانيا. وشوهد اول الناخبين يدخلون الى مكاتب الاقتراع في سيمفروبول عاصمة القرم، كما شوهد حوالى عشرين شخصا يستعدون للتصويت في باختشيساراي، ابرز مدينة لمجموعة التتار المسلمة في القرم، والتي دعا قادتها الى مقاطعة الاستفتاء. وفي مدرسة عليا في سيمفروبول، قال فلاديمير وهو في أواخر الأربعينات من العمر: "جئت الى هنا في هذا اليوم الاحتفالي وصوت لمصلحة القرم وأبناء القرم وسأذهب الآن إلى البلدة لأحتفل." وفي القرم التي تقيم فيها غالبية من الروس والحقت عام 1954 باوكرانيا بقرار من نيكيتا خروتشيف، ستصوت غالبية كبرى بالتاكيد لمصلحة الانضمام رسميا الى اتحاد روسيا، رغم ان الاقليات الاوكرانية والتتار الذين يشكلون 37% من الشعب دعوا الى مقاطعة الاستفتاء. والسؤال المطروح يعطي الناخبين الخيار بين "الانضمام مجددا الى روسيا كعضو في اتحاد روسيا" او العودة الى وضع اعتمد عام 1992 ولم يطبق ابدا وهو حكم ذاتي موسع. والبقاء على الوضع القائم داخل اوكرانيا ليس مدرجا على بطاقات التصويت ما دفع بوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى ان ينتقد ساخرا عدم وجود خيار فعلي امام الناخبين. وكثفت الحكومة الاوكرانية تنديدها بالاستفتاء واعتبرته غير شرعي ومخالف للدستور لكنها غير قادرة على وقفه. واعتبر عدة مسؤولين في العالم بينهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاستفتاء "غير شرعي على ارض يحتلها جيش اجنبي"، وحذروا من ان نتيجته لن يعترف بها دوليا كما هددوا موسكو بعقوبات لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. والى جانب مستقبل القرم، سواء كان داخل اوكرانيا او ضمن روسيا، ايقظت الازمة النزعات الانفصالية في معاقل الناطقين بالروسية والمناطق الصناعية في شرق البلاد. ونشر قوات روسية على الحدود بهدف "حماية" المجموعات الناطقة بالروسية اثار مخاوف لدى العديد من الاوكرانيين الذين عبروا عن قناعتهم، ورغم النفي الروسي، بان الجيش الروسي سيسير نحو الى كييف. واعلن رئيس اللجنة الانتخابية في القرم ميخائيل ماليشيف ان النتائج الاولية للاستفتاء ستعرف "بعيد" غلق مكاتب التصويت الاحد في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينيتش). واضاف ان النتائج النهائية للاستفتاء الذي يبدأ في الساعة الثامنة صباحا (6,00 ت غ) ستعلن صباح الاثنين. واعلنت سلطات سيمفروبول انه بعد نشر النتائج الرسمية، تعتزم ان توجه الى موسكو خلال الاسبوع المقبل طلبا رسميا بالحاق شبه الجزيرة بروسيا. واعلن رئيس وزراء القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف ان كل الاصلاحات وتغيير المؤسسات والتحولات في الاقتصاد والمجتمع في القرم ستستغرق "حوالى سنة". واستخدمت روسيا السبت حق النقض ضد مشروع قرار غربي في مجلس الامن يندد بالاستفتاء في شبه جزيرة القرم، فيما امتنعت الصين عن التصويت. وجرى التصويت على مشروع القرار الذي يعتبر ان هذا الاستفتاء على ضم القرم الى روسيا ليس له اي قيمة، بناء على طلب الولايات المتحدة التي وضعت نصا شديد الاعتدال املا في الحصول على موافقة بكين. ورغم ان الصين تنحاز دائما الى روسيا في مجلس الامن الا انها لم تفعل هذه المرة لان "الصينيين يشعرون بالحرج" كما قال دبلوماسي غربي. وتم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتا اذ ان روسيا بصفتها عضوا دائما تستطيع منع اقرار اي مشروع قرار في هذا المجلس. القرماوكرانياالازمة الاوكرانية