اطلع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وأصحاب السمو والمعالي أعضاء لجنة الحج العليا يوم أمس على استعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام. وفور وصول سموه إلى معسكرات قوات الطوارئ الخاصة في موقف حجز السيارات على طريق مكة المكرمة - الطائف السريع" الكر" شاهد عرضاً موجزاً عن أبرز ملامح خطة قيادة أمن الحج التي تم اتخاذها لتنفيذ الخطط الأمنية المعتمدة لموسم حج هذا العام. واستمع سمو وزير الداخلية إلى شرح مفصل من مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج عن خطة امن الحج وما اشتملت عليه من مضامين ومرتكزات تتوافق مع المكان والزمان في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنافذ الدخول وطرق الحج وتركز على الاستفادة من الخبرات التراكمية ومرجعية الخطط السابقة والمستجدات الحالية من مشروعات حيوية في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وما يتعلق باستعدادات رجال الأمن لتنفيذ التعليمات التي تنص على وجوب حصول حجاج الداخل على تصريح بالحج قبل التوجه إلى مكة المكرمة، وكذلك التنظيم الخاص لتفويج الحجاج لأداء طوافي الإفاضة والوداع وذلك في ضوء المشروع الجاري لتوسعة المطاف، بالإضافة إلى الخطط الأمنية والمرورية الأخرى والتي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية لحجاج بيت الله الحرام. بعد ذلك انتقل سمو وزير الداخلية والحضور إلى ميدان العرض العسكري لتفقد وحدات وآليات القطاعات الأمنية والحكومية المشاركة في تنفيذ خطط أعمال موسم حج هذا العام. وفور وصول سموه عزف السلام الملكي. وبعد أن أخذ الأمير محمد بن نايف مكانه في المنصة الرئيسة للعرض بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج كلمة قال فيها في هذا اليوم المبارك يدرك جميع أبنائكم منسوبي كافة القوات المشاركة انهم امام مناسبة استثنائية من مناسبات الوطن مناسبة اجتمع فيها الواجب الديني مع الواجب الوطني والواجب الأمني وهذا والله قمة الشرف لقوات امن الحج المشاركين في هذه المهمة. وأضاف في ظل تلك المشاريع وما وفرته الحكومة الرشيدة تتواصل خطى العمل ويستمر أداء الأمانة على أعظم قدر وابلغ أداء. ويساند أبناؤكم في قوات امن الحج وزارة الدفاع والحرس الوطني والاستخبارات العامة والجهات الحكومية الأخرى يؤدون واجبهم بهمة رجل واحد خدمة للدين والوطن الغالي مستمدين عزمهم وقوتهم من الله سبحانه وتعالي ثم بتوجيهات ودعم سموكم الكريم ومتابعة أمير منطقة مكة المكرمة. استشعاراً لواجبات الدين وإنسانية الضمير وتقديراً لخطر الإرهاب وتنظيماته وأكد اللواء المحرج أن بلادنا تعيش في عهد الخير والنماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي شهد له العالم الإسلامي لجهوده الجبارة في خدمة الإسلام والمسلمين عبر مشاريع ستسهم بحول الله في راحة زوار المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي امتداد لمشاريع التطوير والتوسعة المتواصلة منذ عهد المؤسس. إثر ذلك تقدم قائد العرض العسكري لاستئذان سموه لبدء العرض العسكري للقوات الأمينة الأرضية والجوية المشاركة في موسم حج هذا العام المتمثلة في قوات أمن الحج وقوات الطوارئ الخاصة وقوات الأمن الخاصة والأحوال المدنية والأمن العام والدفاع المدني والجوازات والمجاهدين والشرطة والمرور والدوريات الأمنية وأمن الطرق والأدلة الجنائية إلى جانب الخدمات الطبية وخدمات وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي وكلية الملك فهد الأمنية والقوات الخاصة بالحج والعمرة وقوة إدارة وتنظيم المشاة وقوات أمن المنشآت والقوات الخاصة للأمن الدبلوماسي وقيادة طيران الأمن وغيرها من الآليات والقوات المعنية بشؤون الحج والحجاج. واستمع سموه إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها تلك الآليات والمعدات والقوات خلال موسم الحج التي تكاملا مع الجهود والخدمات التي تقدمها جميع الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في حج هذا العام. المملكة عملت على منع دخول مواطنيها لدول الصراعات أو الانضمام للجماعات الخارجية وصدرت تعليمات تعاقب بحزم من يقدم على ذلك أجهزة الأمن والمواطنون قادرون بحول الله على حماية حدودنا وصيانة أمننا كما شاهد سمو وزير الداخلية عروضاً حية لقدرات رجال الأمن القتالية والدفاعية والمهارية. بعد ذلك عزف السلام الملكي، ثم غادر سمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر العرض عدد من أصحاب السمو والمعالي الوزراء وأعضاء لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين. عقب ذلك أجاب سمو وزير الداخلية على أسئلة ممثلي وسائل الإعلام التالية: * يأتي موسم الحج لهذا العام في ظل أوضاع وظروف أمنية غير مسبوقة تضاعف من جهود أجهزة الأمن السعودية التي تحافظ على أمن وطن بحجم القارة وتعمل في الوقت نفسه على تأمين الملايين من حجاج بيت الله الحرام والسؤال كيف تتعامل أجهزة الأمن بالمملكة مع هذه الأوضاع والمتطلبات الأمنية؟ - اجاب سموه بان أجهزة الأمن السعودية استطاعت ولله الحمد في ظل ظروف واجهت فيها المملكة هجمات إرهابية شرسة لم تستثن جزءا من هذا الوطن حتى الأماكن المقدسة دون اعتبار من الجماعات الإرهابية لحرمتها وتمكنت ولله الحمد من تأمين أداء ملايين الحجاج لنسكهم بأمن واطمئنان والمحافظة في نفس الوقت على امن واستقرار المملكة ودرء مخاطر الإرهاب عنها وإحباط مخططات الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وضربهم قبل بلوغ أهدافهم الشريرة ونحن واثقون كل الثقة بأجهزة الأمن ورجالها المخلصين وتعاون المواطنين وتجاوبهم مع ما يتطلبه أمن وطنهم وسلامتهم واستقرارهم. الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية لا مجال لها في الحج.. وأجهزة الأمن ستمنع أي تصرف يتعارض مع الشعائر المملكة نعمت خلال وحدتها ومسيرتها المباركة بأعلى درجات الوئام والتلاحم بين ابنائها وقيادتها تنظيم داعش لم يتكون بشكل عشوائي وإنما برعاية دول وتنظيمات بكل إمكاناتها ونواياها السيئة وسنواجه بحزم هذا التنظيم وغيره * إلى أي حد تؤثر الأوضاع المحيطة بالمملكة على وضعها الداخلي؟ - اجاب سموه ان المملكة ولله الحمد وهي تعيش ذكرى توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ومرور أربعة وثمانين عاما على إعلان وحدتها نعمت خلال هذه المسيرة المباركة بأعلى درجات الوئام والتلاحم والتراحم فيما بين أبنائها وبينهم وبين قيادتها واتجاه وطنهم ولهذه الوحدة أسبابها ودواعي استمرارها وهي أنها قامت على أساس من العقيدة الإسلامية والأخوة في الدين والتوحد في الهدف والعلاقة الواضحة بين القيادة وأفراد المجتمع وكل فرد سعودي يشعر بالوحدة والتضامن مع إخوانه من أبناء هذا الوطن مما عزز ولله الحمد الاستقرار بين أبناء الشعب السعودي الكريم وقوى أواصر الأخوة والشعور بالمصير المشترك وتنامت لديهم مشاعر الإحساس بوحدة الوطن واستشعروا بأن التماسك والوحدة الوطنية هي المقوم الأساس لأمن وطنهم واستقراره وتطوره وازدهاره ولذلك ظلت المملكة بمنأى عن تأثير الأوضاع والأحداث المحيطة بها ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن و الاستقرار. * تعمل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على إنجاح موسم حج هذا العام كسابقاته من مواسم وتمكن حجاج بيت الله الحرام من أداء هذا الركن من أركان الإسلام بكل طمأنينة وأمان إلا أن بعض الدول والتنظيمات المناوئة للمملكة قد تستغل هذا الموسم لنشر شعاراتها وتعكير أجواء الحج والسؤال هو ما هي الإجراءات الأمنية المانعة لحدوث ذلك؟ وإذا حدث شيء من هذا ما هي العقوبات المطبقة بحق من يقوم بهذه الأعمال المخالفة بموسم الحج؟ - الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ينبغي أن يتجرد فيه الحجاج عن كل ما ينقض حجهم ويعرض سلامتهم للخطر وان يرعوا حرمة المكان والزمان فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج بأمل ان يتمم الله حجهم وأن يغفر ذنوبهم و أن يعودا لأوطانهم سالمين غانمين.. والمملكة تعمل جاهدة بتوجيه ورعاية من سيدي خادم الحرمين الشريفين على توفير كل ما يعين ضيوف الرحمن على أداء نسكهم بأمن وطمأنينة وأمان وهي في سبيل تحقيق هذه الغاية السامية تمنع منعا باتا كل تصرف يعكر صفو الحجاج ويعرض حياة الحجاج للخطر أو يصرف الحج عن غايته الأساسية وهي عبادة الله وحده لا شريك له بعيدا عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية التي لا مجال لها في الحج و أجهزة الأمن بكافة إمكانياتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرف يتعارض مع شعائر الحج وضبط من يقوم بذلك ونأمل أن يتفهم جميع حجاج بيت الله الحرام هذه الحقيقة وأن يتيحوا الفرصة للقائمين على خدمتهم أن يقدموا لهم كافة الخدمات والتسهيلات التي وفرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين وان ينعموا بأداء هذا الركن العظيم بكل يسر وسهولة وأمان متمنين لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا إن شاء الله. * أعقب التحذير الذي وجهه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم عن خطر التنظيمات الإرهابية ومنها نتظيم داعش تشكل تحالف دول كبير تشارك فيه المملكة بقوة لضر مقرات تنظيم داعش في العراق وسورية والسؤال هو إلى أي حد يشكل داعش خطر على امن المملكة؟ - اجاب سموه بان تحذيرات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله للعالم خلال كلمته التي وجهها أخيرا للأمة العربية والإسلامية وللعالم اجمع جاءت استشعارا لواجبات الدين وإنسانية الضمير وتقديرا لخطر الإرهاب وتنظيماته على العالم اجمع دون استثناء وإيضاحه إلى حقائق الأمور بعدما صمت العالم على جرائم الجماعات الإرهابية والدول والمنظمات التي تمارس هذه الجرائم وتدعم وتمول هذه التنظيمات منوها رعاه الله إلى خطورة هذا الصمت الذي سوف يجعل الجميع ضحية لأعمال هذه التنظيمات الإرهابية كما جاءت كلمته التاريخية للرد على ما تردده وسائل الإعلام الغربية من وصف الدين الإسلامي بدين العنف والإرهاب وإلصاق هذه التهم بالإسلام والمسلمين مستغلة تصرفات بعض من يدعون زورا الانتماء إلى الإسلام في حين يخالفون نهجه وتعاليمه ويسؤون بإعمالهم الإرهابية إليه والى المنتمين إلى هذا الدين العظيم. وبالنسبة لتقديرات خطر داعش على المملكة فنحن نعلم أن تنظيم داعش لم يتكون بشكل عشوائي وإنما برعاية دول وتنظيمات بكل إمكاناتها ونواياها السيئة وسنواجه بحزم هذا التنظيم وغيره فقد واجهت الأجهزة الأمنية السعودية بكل قدرة واقتدار مئات العمليات الإرهابية بتوفيق الله ثم بخبرة وكفاءة وجهوزية أجهزة الأمن السعودية وقدمت المملكة العربية السعودية بذلك تجربة أمنية هي محط تقدير العالم واستفاد منها الكثير من الدول في واجهة الإرهاب. ومن جانب آخر فقد عملت المملكة على منع دخول مواطنيها لدول الصراعات أو الانضمام للجماعات الخارجية وصدرت تعليمات تعاقب بحزم من يقدم على ذلك وأي مطلوب للأمن سوف يعلم عنه مع أي جهة كان يعمل وفيما يتعلق بالتحالف الدولي ضد داعش فهذا مطلب ملح وهذه التنظيمات تمارس إرهابها في مناطق إستراتيجية ومهمة لحياة واقصدا العالم وترك هذه التنظيمات تعمل دون عقاب ومواجهة حاسمة خطر يتهدد قواعد الأمن والسلم الدوليين. * من العوامل المؤثرة مباشرة على سلامة وامن أي دولة واستقرارها حالة الجوار الجغرافي لها وأوضاعها الأمنية وما حدث ويحدث في اليمن وما قد يتسبب ذلك في ضعف الحكومة اليمنية وغياب حماية حدودها مع المملكة مما قد يتيح مساحة اكبر لتحرك عناصر القاعدة باليمن وتهديد امن المملكة الى جانب خشية تسلل عناصر داعش بتنسيق خارجي إلى المملكة والقيام بأعمال إرهابية والسؤال كيف ستتعامل أجهزة الأمن السعودية مع وضع كهذا؟ - يؤسفنا ما آل إليه الوضع في اليمن الشقيق والذي يضر بمصالح الشعب اليمني ويعطي للقاعدة التي تتمركز عناصرها في اليمن وللحوثيين مجالا لتعريض امن اليمن ودول الجوار للخطر ونحن ندرك أن على أجهزة الأمن في اليمن ممارسة مهماتها لصالح اليمن والعشب اليمني في المقام الأول أما ما يمكن أن تتعرض له المملكة نتيجة الأوضاع في اليمن فنحن قادرون بحول الله وقدرته أجهزة الأمن والمواطنين على حماية حدودنا وصيانة أمننا وهذه التنظيمات تعلم جيدا حزمنا وعزمنا تجاه كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا وكما يقال لكل حدث حديث. * كيف يرى سموكم سير العمل في تنفيذ الخطة الأمنية؟ - الخطة الأمنية واضحة لجهات التنفيذ ميدانيا والكل يدرك ما هو مطلوب منه القيام به ولديهم كامل الصلاحيات دون الحاجة إلى الاجتهاد أو طلب التوجيه والجميع يعمل بتنسيق واضح الأدوار والمهمات.