×
محافظة الرياض

3 آلاف مشروع في الرياض تنفذها 170 شركة

صورة الخبر

يبدو أن المجموعة الفرنسية العملاقة "توتال" تتابع في الكواليس عن كثب مشروع أنابيب الغاز بين آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، ويمكن أن تنضم إليه عن طريق آلية لتبادل الغاز يعزز وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية، كما ذكرت مصادر قريبة من الملف. ووفقاً لـ "الفرنسية"، فإن هذا المشروع يعد أحد أكثر مشاريع الطاقة طموحا في العالم ويقضي بربط حقول الغاز الهائلة في تركمانستان بباكستان والهند، وهما سوقان ناشئتان بحاجة ماسة إلى الطاقة، مرورا بوديان أفغانستان الصخرية التي تسيطر حركة طالبان على جزء منها، ويحمل المشروع اسم "تابي"، الأحرف الأولى من أسماء الدول الأربع. وبعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان في نهاية الثمانينات في القرن الماضي، بذلت المجموعتان الأمريكية يونوكال والأرجنتينية بريداس جهودا شاقة لم تجد لمحاولة بناء خطوط الغاز هذه فيما بدا إعادة "للعبة الكبرى" التي تمثلت بالنزاع على مناطق النفوذ في القرن التاسع عشر بين روسيا وبريطانيا للسيطرة على هذه العقدة الاستراتيجية، لكن منذ سنوات استؤنفت المناورات في الكواليس لبناء أنبوب للغاز طوله 1800 كلم بين جنوب تركمانستان والهند. وكانت مصادر قريبة من الملف تحدثت العام الماضي عن اهتمام المجموعتين الأمريكيتين شيفرون وأكسون موبيل والماليزية بتروناس والبريطانية بريتش بتروليوم بإدارة هذا المشروع الذي قدرت كلفته بـ 7.5 مليار دولار على الأقل. لكن منذ ذلك الحين أبدت أطراف أخرى اهتمامها. وقال موبين سولات مدير الشركة المكلفة ببناء المقطع الباكستاني من الأنبوب "إنترستيت غاز سيستم"، إن شركات أخرى بينها "توتال" الفرنسية، و"دراجون أويل" الشركة الدولية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها دخلتا السباق وتتفاوض جديا مع تركمانستان. وتحاول شيفرون وأكسون موبيل إقناع تركمانستان التخلي لها عن حصص في حقول الغاز، من دون جدوى لأن قوانين هذا البلد لا تسمح بمنح امتيازات لحقول غاز "في البر" (أون شور) لشركات أجنبية. وذكر مسؤول آخر في القطاع طالبا عدم كشف هويته أن توتال يمكن أن تقبل بأن تتولى قيادة الكونسورسيوم دون امتلاك حصص مباشرة في حقول تركمانستان. وللالتفاف على مشكلة الملكية، ينوي الشركاء في مشروع "تابي" وضع نظام لمبادلة الغاز الطبيعي في بحر قزوين والغاز الذي يستخرج من أراضي تركمانستان ما سيسمح للشركات بالوصول إلى الغاز لتغذية الأنبوب. ويأمل فيرنر ليباش مدير البنك الآسيوي للتنمية في باكستان في إيجاد شركة قبل نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) لإدارة مشروع "تابي"، مشيراً إلى أنه لا أحد يريد الاكتفاء بأنبوب للغاز، لأن الكل يريد قطعة من قالب الحلوى. وبعد أن يتم توضيح المشروع، ستبقى مشكلة كبيرة يجب حلها، وهي كيف يمكن تمرير هذا الأنبوب في وديان أفغانستان التي تسيطر حركة طالبان على قسم منها، وفي ولاية بلوشستان التي تشهد حركة تمرد انفصالية مسلحة قامت بتفجير أنابيب الغاز المحلية؟ ويعتقد كريستوف جافريلو الخبير في العلوم السياسية في باريس أنه إذا تمت تسوية مشكلة بلوشستان عبر إعادة رسم مسار الأنبوب لتجنب مناطق التمرد، فإن المشكلة الأفغانية تبقى مطروحة بالكامل، وهنا ليس هناك مسار نموذجي للأنبوب، على حد قوله. وتدعم أفغانستان هذا المشروع الهائل على أمل الحصول على عائدات "رسوم العبور" وزيادة وارداتها الضئيلة، وأوضح جافريلو أنه يمكننا أن نأمل في اتفاق الأفغان الذين يحتاجون إلى هذا المال، على تقاسمه بدلا من تفجير الأنبوب، لكن هذا مجرد رهان لأنه ما زالت هناك مجموعات يمكن أن ترفع المزايدات وتنتقل إلى العمل الفعلي. إضافة إلى هذه الجوانب الأمنية، هناك عامل جيوسياسي إقليمي يعقد إنجاز هذا الأنبوب، حيث ذكر سيمبال خان المحلل الذي يتابع منذ سنوات مشروع "تابي" إنه يجب أن تكون هناك إرادة قوية ليس لدى الشركات النفطية وحدها، بل لدى الدول المشاركة في المشروع، وهذه نقطة معقدة في المنطقة حيث ينبغي أن تعمل الهند وباكستان العدوان اللدودان اللتان تشكلان الوجهة النهائية للأنبوب، يدا بيد هذه المرة.