أثبت الطيارون السعوديون كفاءة وقدرات مهنية واحترافية عالية أظهروها خلال مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية في العمليات العسكرية في سوريا ضد تنظيم «داعش» ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب، إضافة إلى دعم الشعب السوري لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لبلده المنكوب، ودعم المعارضة المعتدلة. وتمتلك القوات السعودية بكافة قطاعاتها الأربعة البرية، والجوية، والبحرية والدفاع الجوي، في الوقت الحاضر أفضل ما يمكن أن يتوفر في العالم من الأسلحة والمعدات الحديثة التي يتم استخدامها من قبل أرقى الدول، إضافة إلى قدراتها العسكرية الكبيرة سواء على مستوى رجل الأمن السعودي أو امتلاك أحدث الآليات العسكرية الجوية والبحرية والبرية. ويأتي ذلك امتدادًا للدعم السخي الذي يحظى به السلاح الجوي السعودي، الذي يمتلك منظومة طيران متكاملة ومتطورة أرسيت قواعدها منذ عدة عقود، حيث حظي الدفاع عن الوطن بالاهتمام الواجب منذ بداية تأسيس الدولة السعودية الحديثة، فكانت النواة الأولى فرقة من القوات النظامية عام 1384هـ، ثم تتابعت خطط تطوير القوات المسلحة بأحدث المعدات والأسلحة. وفي منتصف الأسبوع الماضي أغارت مقاتلات من السعودية برفقة مقاتلات أمريكية على مصافي النفط الخاضعة لسيطرة «داعش» في سوريا، وقامت المقاتلات العربية بالقصف بما نسبته 80 % من إجمالي الهجمات، حيث شاركت بكثافة في الضربات الأخيرة ضد مواقع «داعش» في المنطقة. وهاجمت قوات التحالف الدولي ضد داعش منشأة نفطية يسيطر عليها التنظيم، وضربت البنى التحتية للتنظيم والعمق الاستراتيجي له في محاولة للقضاء على منابع تمويله، متفادية ضرب البنى التحتية في سوريا، إلا أنه لم يشهد تحركات من جانب «داعش» منذ بدء الضربات الجوية. ويعود تاريخ الطيارين السعوديين إلى عام 1923 عندما تمكن أول طيار سعودي من التحليق في سماء جدة، وهو الملازم أول الطيار عبدالسلام سرحان، وبعد 44 عامًا من ذلك التاريخ أعلن الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله- عن إنشاء كلية للطيران اختار لها اسم (كلية الملك فيصل الجوية) في 1967م. وفي 10 شوال 1387هـ تم تأسيس كلية الملك فيصل الجوية خلفًا وتطويرًا لمدرسة سلاح الطيران، وقد فتحت أبوابها بعد إجازة عيد الفطر المبارك من ذلك العام لاستقبال الراغبين في دراسة الطيران العسكري، واستقبلت الكلية في تلك السنة دفعتين من المتدربين في وقت واحد. وفي 20 مايو 1970م وبرعاية جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- افتتحت كلية الملك فيصل الجوية رسميًا، وتخرجت الدورتان الأولى والثانية من طلبتها، وكذلك رفع جلالته علم الكلية داعيًا المولى -عز وجل- قائلًا: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم اجعله نصرة لدينك، ورفعة لوطننا العزيز، وأمتنا الكريمة). وتجاوزت الإنجازات التي حققتها المملكة وفق خطط التنمية الخمسية جميع الأرقام القياسية العالمية، فقد استطاعت السعودية إحراز النصر في سباقها مع الزمن، من أجل بناء الإنسان ورفاهيته وإعمار الأرض وتعهدها بالرعاية والاهتمام مع التمسك في نفس الوقت بأهداب الدين الحنيف والحرص على التقيد بالتعاليم الإسلامية. ولما كانت خطط التنمية الخمسية شاملة لكافة القطاعات والمجالات، بما فيها قطاع القوات المسلحة، ونظرًا لأن المنجزات الهائلة تتطلب توفير جميع مقومات الحماية فقد احتل الدفاع الجوي قدرًا كبيرًا من الرعاية والاهتمام، ونتيجة لتعدد المناطق الحيوية وكثرة النقاط الحساسة التي تمثل مصادر الثروة ومختلف مراكز الإنتاج في البلاد تحتم على الدفاع الجوي أن يزيد من عدد الوحدات والتشكيلات. وتوسعت مسؤوليات الدفاع الجوي ونما حجمه، حيث تمتلك قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أفضل ما يمكن أن يتوفر في العالم من الأسلحة ومعدات حديثة، وتزداد أهمية القوات المسلحة عمومًا وقوات الدفاع الجوي بوجه خاص في قارة مترامية الأطراف مثل المملكة التي تحتضن أقدس المقدسات الإسلامية، وتحتل موقعًا استراتيجيًا فريدًا في العالم يستدعي تكريس الاهتمام بقوات الدفاع الجوي. وأثبتت التجارب أنه كلما كانت قوات الدفاع الجوي قوية وفعالة كلما تعززت السيطرة الجوية الذاتية، وأضعفت فرص العدو لإحراز أي مستوى من التفوق الجوي، ولا يخفى على أحد الاهتمام المباشر والجهود الجبارة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين في تطوير وتدعيم قوات الدفاع الجوي؛ لكونها أحد العناصر الرئيسة التي ترتكز عليها استراتيجية الدفاع في السعودية.