تعكس رسومات الفنانة التشكيلية مي السعد بيئتها واهتماماتها وإحساسها، فهي صورة عاكسة لذكريات عاشتها وصور مرت في حياتها. بدايتها تعود لأيام الطفولة والدراسة.. أبدعت في نقل أفكارها التي شكلت شخصيتها الفنية وتميزت بأسلوب فني من نوع خاص. تعتبر الألوان من أفضل العناصر الفنية التي تحكي بانسيابية ما تريد قوله. التقيناها لنتعرف على فنها: . ما أهمية اللون في التعبير عن الأفكار وهل من لون معين ارتبط بأعمالك الفنية؟ - كان اللون وما يزال بالنسبة لي هو أفضل العناصر وأكثرها قدرة على أن ينقل لأعماق المتلقي الحالة الوجدانية التي تولدت عنها اللوحة.. وقد يكون لبقية العناصر مثل الشكل والخط والحجم تأثير أعمق وأطول ولكنها لا تحمل طبيعة انفعال الفنان.. فاللون هو الوسيط الذي ينقل ذبذبات نفسية الفنان التشكيلي. تجربتي الفنية التي بدأتها في عام 1998 وأسميتها «صوت اللون.. نبض الضوء» من خلال لوحتي (البدوية الراقصة 1) و(البدوية الراقصة 2)..كانت محاولة لاستثمار معطيات الإحساسات البصرية أو البحث عن الأثر الذي يتركه المشهد المصور في عين المتلقي عن طريق استخدام مساحات لونية متقلبة تولد انطباعاً بالحركة من خلال الحوار بين الألوان الحارة التي توحي بالتقدم والاقتراب والألوان الباردة التي توحي بالتراجع. . برأيك أين يكمن إبداع الفنان التشكيلي؟ - الإبداع هو أن تجعل أكثر الأشياء تعقيداً تبدو وكأنها بسيطة جداً، وبريئة جداً وفي متناول التفكير جداً. . هل تأثرت بمدرسة تشكيلية محددة أو فنان تشكيلي؟ - الإعجاب بفنان تشكيلي يجب ألا يتجاوز التدريب والاطلاع، فنحن ننطلق من حيث انتهى من سبقنا من الفنانين التشكيليين وليس مقبولاً إعادة ما أشبعه السابقون بحثاً ورسماً وفكراً. وهذا ينطبق على المدارس الفنية التي لم تكن إلا أساليب واكتشافات فنانين سابقين كان لهم ممن ساروا على خطاهم. الفن هو عملية حرث مستمر للفكر، والفنان الحقيقي ملزم بأن يجد فكرته الخاصة التي تعبر عن زمنه بشكل مغاير لكل من سبقه؛ وهذا ما يمنح العمل الفني لانهائية للجودة والقيمة. . هل تتعاملين مع الرمزية كعنصر مهم في التعبير، وماذا تعني لك الرمزية؟ - نتفق جميعاً في أن الفن هو وسيلة أخرى للتعبير كالشعر والرواية والموسيقى، له لغته الخاصة وقواعده وأصوله، وإتقان هذه اللغة هو ما يصنع للفنان قاعدة صلبة ينطلق منها إلى فضاءات الفكرة ليجعلها مرئية وملموسة بشكل معاصر وغير تقليدي. وكلما كان الفنان متمكناً من أدوات لغته التشكيلية متسع الثقافة والاطلاع، كانت قدرته على التعبير غير مباشرة وقدم عملاً يتسع لكل الاحتمالات ويثير تساؤلات لدى المتلقي. . ما أهمية الفن التشكيلي في التعبير كرسالة للمجتمع؟ - الفن التشكيلي المعاصر أحد روافد المشهد الثقافي لأي مجتمع ويمكن أن نقيس تحضر وثقافة أي مجتمع من محصوله الثقافي في الشعر والرواية والمسرح والتشكيل، فهذه الأمور لم تعد مجرد بعد جمالي آخر للحياة، بل هي بكل وجوهها مقياس لحرية الفكر في أي مجتمع ومرآة للواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي. الفن التشكيلي أصبح شاملاً مواكباً للحياة اليومية بكل تعقيداتها وصار يعتمد على عبقرية توصيل الفكرة بأبسط الطرق وأكثرها غرابة سواء كانت هذه أساليب واقعية أو تجريدية أو فيديو آرت أو غرافيك، أو غرافيتي وغيرها من الصور الفنية. . ماذا عن عناوين اللوحة؟ هل تعكس ما بخاطر ووجدان الفنان التشكيلي؟ وماذا عنك واختيارك لعناوين لوحاتك؟ - أحياناً يلجأ الفنان لوضع عنوان فقط ليوجه المشاهد إلى منطقة ما وأحياناً تكون بعض العناوين أضخم من العمل الفني فتلتهمه ولا يبقى في ذاكرة المشاهد إلا عنوان ضخم لعمل هزيل. وأحياناً تصبح الأعمال غير المعنونة أكثر استفزازاً للمشاهد للبحث عن أسرار العمل. بالنسبة لي لا أسمي أعمالي إلا للضرورة.