في الاحتفالية التكريمية لنجوم الفن والشعر في الليلة الأخيرة من الأيام الثقافية والتي تقيمها وزارة الثقافة والإعلام بمناسبة اليوم الوطني "84" في مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز "طيب الله ثراه"، بحضور جمهور كثيف غصت به مدرجات المسرح متفاعلا بالتصفيق والترحيب بالنجم الكبير عبادي الجوهر وظهوره على المسرح، لم يترك الجمهور طيلة الحفل امكنته الا بعد ختام المناسبة، منتظراً عودة عبادي الجوهر على المسرح، هكذا كان الجمهور يتوقع أن يغني لهم اخطبوط العود.!، متعطشاً لسماع الغناء الذي توقف قصريا في حفلات الرياض الرسمية منذ عقود. تواجد هذا الجمهور في مسرح مجمع الملك فهد الثقافي بهذا الشكل والعدد مطالباً عبادي الجوهر بالغناء، يفتح لنا تساؤلات عدة، متى تعود الطيور المهاجرة إلى الوطن وإلى متى والجمهور يُحرم من الالتقاء بهم في الحفلات الغنائية "الداخلية"؟ من المسؤول عن تهميش هذه الثقافة الغنائية وإلغائها؟ هل هي جمعية الثقافة والفنون أم وزارة الثقافة والإعلام.؟ تواجد عبادي الجوهر وفيصل الراشد، يعطي دليلاً قاطعاً بأن سبب هذا الحرمان ليس الفنان فقط، كما يقول بعض مسؤولي هيئة الإذاعة والتلفزيون:"بان الفنانين السعوديين مغالين باسعارهم ولا يكترثون بطلبات التلفزيون المتكررة لهم.!". لدينا في السعودية أهم شركات الإنتاج على مستوى الوطن العربي، وسوق كاسيت يعتبر الاكبر، وأشهر الفنانين علاوة على ذلك باستطاعة القنوات السعودية ان تنتج حفلاً كبيراً وتسويقه بأرباح عالية على القنوات الاخرى كما يحدث في حفلات الكويت والدوحة وسوق واقف ودبي. ورغم هذه المكاسب الا اننا نرغم الجمهور على السفر والرحيل لسماع نجومهم يغنون خارج الوطن. الفكرة في انشاء المسرح الغنائي نفتقدها رغم سيطرتنا على منابعه والقدرة على دعمه. في الايام القادمة سيطير النجوم السعوديون إلى بعض العواصم في الخليج العربي والغناء فيها. بطلب من مؤسسات اعلامية كبرى لترسم البهجة على مواطنيها وزوارها، هناك في دبي يحيي كل من الفنان رابح صقر والاماراتية شما حمدان أولى حفلات مركز دبي التجاري العالمي في الخامس من أكتوبر ثاني ايام العيد، بينما يحيي "فنان العرب" الليلة التالية بمرافقة الفنانة اليمنية أروى. وفي الدوحة ستحيي إذاعة صوت الريان مهرجان سوق واقف الغنائي بتواجد أربعة من الفنانين السعوديين و"12" فنانا من مختلف الدول العربية، يتقدمهم عبادي الجوهر الذي سيحيي الحفل الاول ثاني أيام العيد برفقة الفنان القطري غانم شاهين، فيما يحيي الليلة الثانية يوم الاثنين 6/10 كل من الفنانة اليمنية بلقيس والفنان القطري فهد الكبيسي، أما الليلة الثالثة فيحييها كل من الفنان القطري منصور المهندي ويختتمها النجم السعودي رابح صقر. بينما ستكون الليلة الرابعة للقطري سعود جاسم والفنان السعودي محمد عمر، أما الليلة الخامسة فيحييها كل من الفنان القطري المتألق عيسى الكبيسي والفنانة اللبنانية ديانا حداد، فيما يختتم يوم الجمعة الفنان القطري على عبدالستار، و"فنان العرب" محمد عبده. هذه الحفلات سيضطر الشباب السعودي إلى السفر من أجلها ليستمع لمطربه السعودي يغني في عاصمة خليجية؛ فمن المسؤول عن إجبار السعوديين على ملاحقة نجومهم خارج حدود الوطن؟