الحمد لله كثيراً أن خاب ظني في أمر كنت أحسبه قد حُسم منذ أمد، وفي ملف كنت أظنه قد أغلق بلا حسم! إنها قضية القاضي الذي نسب ما جنت يداه من سحت حرام (جاوز عشرات الملايين من الريالات) إلى جني تلبسه فأمره ونهاه. أما الدليل فهو ما نشرته صحفنا المحلية من استمرار المحكمة الإدارية بمنطقة المدينة المنورة في النظر في القضية التي رفعتها هيئة الرقابة والتحقيق ضد المتهم إياه مع 38 متهماً آخر (المدينة 20 أغسطس). ومعظم التهم تدور حول تزوير الحقائق، إما عن طريق تزوير محاضر رسمية أو شهادات قولية لبلوغ هدف منحط كبير هو تمليك أراضٍ بملايين الأمتار المربعة لأفراد بعينهم مقابل مصالح مختلفة تبلغ عشرات الملايين من الريالات، وليكون لكل من المتهمين نصيب يضاف إلى رصيده ثم إلى بطنه وبطن أولاده ناراً تستعر وجرائم لا تغتفر. وبالنسبة لي شخصياً أعتبر أن العالم بكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، وهو مؤتمن على المال العام غير مشكوك فيه، ثم هو يمارس التزوير والمداهنة ويستقبل الرشاوى، إنما هو في واقع الأمر يمارس صنوفاً من الاستهزاء بالله ورسوله، وأن إيمانه لا يتجاوز حنجرته الفانية البائسة. وهنا لا بد من تقديم شكر وافر للمحكمة الإدارية بالمدينة المنورة لإبقائها على شيء من الأمل الكبير بتجريم هؤلاء ثم معاقبتهم على أشد ما كان ويكون. وكم من الأذى لحق بسمعة جهازنا القضائي بسبب هذه النكتة السخيفة التي أسميت (قاضي الجني)، والتي أغضبت كثيراً من المثقفين والعقلاء بل وعامة الناس لما في فصولها المزعومة من استخفاف بالعقول وضحك على الذقون وتملص من المسؤولية عبر تفاهات ممجوجة لا يليق صدورها من جاهل في شارع فضلاً عن قاض في محكمة. حمداً لله الذي سخر للقضاء في بلادي رجالاً أكفاء مخلصين (وهم بإذن الله غالبية كبرى) يعيدون للقضاء هيبته ويحفظون سمعته ويعلون مكانته. بقي أن نسمع قريباً عن عقوبات زاجرة رادعة تشفي صدور قوم مؤمنين وتغيظ صدور كل المستهزئين المتربصين. وعسى كذلك أن تُعلن أسماؤهم وتعرف تفاصيل مكرهم، بل وخيانتهم للأمانة التي حملوها والمهام التي تصدوا لها. وإنا لمنتظرون! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain