أبها علي فايع اتفق المشاركون في ندوة «سياحة الثقافة والتراث»، على أن المسؤولية في التثقيف السياحي يشترك فيها الإعلامي والتربوي والاجتماعي، غير أن وظيفة كل منهم تختلف بحسب الجهد الذي يبذله كل معنيٍّ بهذا الشأن. وشارك في الندوة، التي نظمها مجلس ألمع الثقافي مساء أمس الأول، ثلاثة متحدثين يمثلون الإعلام والبلدية والتربية والتعليم، وقدم لها الإعلامي عبدالله السلمي. وفي بداية الندوة، تحدث مدير مركز المعلومات في صحيفة «الوطن»، سلمان عسكر، عن دور الإعلام في سياحة الثقافة والتراث، وتطرق إلى ما تقدمه صحيفة «الوطن» من جهود في الإعلام السياحي، وشدد على أنه لا مجال لتقدم وتطور سياحي دون حضور إعلامي وشراكة استراتيجية تحقق الأهداف المنشودة في مختلف أشكالها وألوانها، ولا حضور للسياح دون أن تصلهم الرسالة الإعلامية التي تحفزهم وتبلغهم بكل التفاصيل التي تنتظرهم. وأشار عسكر إلى وجود كثير من العوائق التي تعترض أداء الرسالة لكل وسائل الإعلام في هذا المجال، تتمثل في غياب المعلومة الحقيقية، أو عدم وجود حراك سياحي هادف يلبي كافة الرغبات ويستقطب كافة شرائح المجتمع، إلى جانب عدم وجود متخصصين في المجال السياحي من جهة، وكذلك في وسائل الإعلام، خاصة أن غالبية المتعاملين بين الجهتين من الموظفين الحكوميين ويفتقدون الخبرة أو الدورات التأهيلية في الإعلام السياحي. وتابع قائلاً: لذا يمكن القول إن من أبرز المهام المناطة بالإعلام في مجال نشر الوعي السياحي في المجتمع: تكثيف البرامج التوعوية من خلال النشرات الإرشادية حول الوعي السياحي الداخلي، وتوجيه برامج إعلامية خاصة بالمعالم السياحية، ورعاية المواقع والمعالم التاريخية، وتخصيص مساحات صحفية وإذاعية خاصة بالسياحة، ولذلك فلابد من توفير حماية منتظمة للمدن والقرى والمناطق الأثرية التراثية الجمالية. فيما تحدث الدكتور يحيى البريدي عن مفهوم العلاقة بين السياحة والتربية، وقال: السياحة ظاهرة إنسانية اجتماعية دولية، والعلاقة بين السياحة والتربية علاقة تكاملية ومن الضروري توثيق هذه العلاقة، مشيراً إلى أن التربية السياحية تعني العملية التي تسعى إلى نشر وتحقيق الوعي المعرفي والوجداني والمهاري السلوكي بالسياحة من خلال المؤسسات الرسمية وغير الرسمية. وأضاف أن من أهداف التربية السياحية أن تسعى العملية التربوية إلى تحقيق النمو الشامل للفرد، وإكساب الطلاب المعارف والحقائق والمفاهيم السياحية المتنوعة، ونقل المفاهيم السياحية لأفراد المجتمع عبر الطلاب باستثمار الوسائل التدريبية، وإكساب الطلاب المهارات المرتبطة بالسياحة مثل التخطيط السياحي والإرشاد السياحي والعناية بالبيئة. وأوضح أن إشراك الطلاب في إدارة وتنظيم وتخطيط الزيارات السياحية يعد أمراً مهماً، إضافة إلى أهمية العمل على تعزيز الانتماء والولاء الوطني والاعتزاز بالمقومات السياحية ومظاهر الحضارة والأماكن التاريخية في المملكة، والعمل على غرس القيم والعادات الاجتماعية السليمة وثقافة العمل السياحي، وتشجيع مبدأ احترام وقبول الآخر. وبين أن نشر الوعي السياحي أصبح ضرورة لتنشيط الحركة السياحية، لافتاً إلى أن هذا الوعي يكمن في فهم ثقافات وحضارات الآخرين، وتعريف أفراد المجتمع التعليمي بالأماكن السياحية والتاريخية والثقافية، وتزويد المتعلمين بمعلومات صحيحة عن صناعة السياحة، وتعريف المتعلمين بواجبهم تجاه الأماكن السياحية والأثرية والتاريخية، مشيراً إلى دور التربية في تنمية الوعي السياحي المتركز في المناهج الدراسية كالمواد الاجتماعية التي يوضح فيها المناطق والآثار السياحية، وتوضيح العلاقة بين الإسلام والسياحة في المناهج الدينية، وكذلك مناهج العلوم التي تتحدث عن كيفية الحفاظ على البيئة من عوامل التلوث، إضافة إلى تضمين مفاهيم السياحة في المناهج الدراسية والأنشطة المتعددة. من جانبه، رأى مدير الشؤون الفنية في بلدية رجال ألمع، المهندس محمد الجرب، أن الحديث عن قرية رجال ألمع التراثية كنموذج سياحي تحتوي على كل المميزات التي من شأنها أن تجعلها منافسة على كل المستويات المحلية والعالمية، لكن هذا الشيء لن يحصل ما لم يُفعَّل التشغيل الذكي للمكان، موضحاً أن مشروع تطوير وتأهيل القرية الذي تقوده بلدية رجال ألمع وهيئتها السياحة هو اللبنة الأولى والأساس في طريق الاستثمار في القرية، وما مشروع المسرح ووادي خليس ومركز الزوار، إلا نواة لوضع القرية في طريق الاستثمار. وشدد الجرب على أن العامل الاقتصادي هو حجر الزاوية لتنمية مستدامة للإنسان والمكان في قرية رجال ألمع.