بدأت منشآت أهلية في المنطقة الشرقية، تخصيص أماكن «مهيأة» لأبناء الموظفات العاملات لديها. بعد أن ألزمت وزارة العمل بإيجاد «حضانات»، ومنحتها مهلة لإيجاد أماكن «مناسبة» لأبناء العاملات. بعد أن تخطت مؤسسات مشكلة المواصلات، وقامت بتوفير حافلات صغيرة لموظفاتها. وكشفت مشرفات في مكتب العمل في محافظة الخبر، إلى «الحياة»، أن «عدداً من المؤسسات والشركات بدأت تتجاوب مع ما فرضته الوزارة، لناحية توفير بيئة عمل ملائمة للمرأة، عبر توفير المواصلات، وأماكن مخصصة لاحتضان الأطفال»، لافتات إلى أن إحدى الشركات المعروفة التي قامت بتوظيف نحو 25 محاسبة (كاشيرة)، موزعات على فروعها في المنطقة، قامت بتخصيص مكان لأبنائهن، مع حافلة تقلهن من منازلهن وإليها»، معتبرات هذه الخطوة «إيجابية ومحفزة لعمل المرأة». وقال مدير الشؤون الإدارية في الشركة حسن الدوسري، إلى «الحياة»: «إن توظيف الفتيات جاء تماشياً مع برامج التوطين التي تنفذها وزارة العمل. أما من حيث تهيئة البيئة؛ فالوزارة منحت القطاع الخاص مدة زمنية، مع وضع اشتراطات معينة منها: يجب على كل المنشآت توفير مكان مخصص لأبناء النساء العاملات، إذا كان العدد أكثر من 20 موظفة، وغالبيتهن لديهن أطفال، إضافة إلى شروط أخرى». وأضاف الدوسري، «نحن لدينا أكثر من 25 موظفة في فروع مختلفة، فتم تخصيص مكان لأطفالهن في أحد فروع الشركة في الدمام. وبإمكان الموظفات ترك أطفالهن هناك وسيكونون في أيدٍ أمينة، إذ وفرنا سعوديات مدربات، وبيئة مناسبة للطفل، تماشياً مع قرارات وزارة العمل». وأشار إلى أنه تم الإعلان أخيراً، عن دراسة حول «خلق فرص عمل للمرأة في الأنشطة الاقتصادية لناحية تطوير التشريعات وآليات الدعم، واتضح أن اعتبار عدم توافر حضانة أطفال في موقع عمل المرأة، يحدّ من التحاقها بالعمل بنسبة 50 في المئة، بحسب رأي مسؤولي بعض الشركات، وبنسبة 74 في المئة من طالبات العمل، وبنسبة 81 في المئة بحسب رأي المجتمع السعودي، علماً أن الدراسة شاركت فيها عينات عشوائية». بدوره، أوضح الأكاديمي الدكتور عبدالعزيز الصالح، أن «عمل المرأة شهد قفزات منوعة، ولا يمكن أن نغفل دور وزارة العمل»، مؤكداً أهمية «الرقابة المستمرة على بيئة عمل المرأة، وتوفير وسائل الراحة فيها. إلا أن مشكلة توفير المواصلات وحضانات أطفال مناسبة بأسعار معقولة، غير متوافر إطلاقاً، ما أفرز بيئة مخالفة للنظام، مثل استقبال الأطفال في المنازل، من قبل وافدات وسعوديات أيضاً»، مفضلاً أن يكون الطفل في «بيئة مناسبة تعليمية ترفيهية». وذكر أن رواتب العاملات «متوسطة، ولا يمكن أن تتحمل غالبيتهن التزامات ثقيلة. من هنا قد تطفو على السطح مشكلة التسرب الوظيفي، للنساء المتزوجات، أو الفتيات بعد الزواج». وزارة العملحضانات لأطفال العاملات