×
محافظة المدينة المنورة

عبد اللطيف آل الشيخ : لا ندعي العصمة فكلنا خطاؤون وزوار الآثار نستقبلهم بالماء البارد

صورة الخبر

عبدالعزيز السويد تراجع مصطلح الربيع العربي عن الحضور في وسائل الإعلام وأصبح المشهد حصرياً للحرب على الإرهاب، ضربات التحالف ضد «داعش» الإرهابي في العراق وسورية تسيدت المشهد. لكن هناك سؤال بسيط، لماذا فعلت «داعش» ما فعلت من الترويع والتهجير والقتل وقطع الرؤوس بالجملة والقطاعي؟ من يريد بناء دولة يقوم بكل هذا الاستعداء فيفعل مثلما فعلت عصابة البغدادي؟ ثم كيف تأتى لتنظيم بمثل هذه الممارسات الوحشية أن يجند ويجذب مؤيدين؟ «داعش» كان نتيجة لما سبقه، وهو تنظيم القاعدة ومشتقاته المتعددة، يأتيه الزخم من التحريض الطائفي ودعوات الجهاد المتناثرة، ألم يكن للمحرضين توقع بأن يستثمر تحريضهم من عقول أذكى منهم؟ الواضح أن الدعاة الذين تصدروا مشهد التحريض مع الأصوات التي شاركتهم ذلك كانوا في منتهى السذاجة، تغلبت الأماني والتمنيات على العقول، اُستخدموا من حيث لا يعلمون، جمعوا حطباً من المغرر بهم يحترق الآن بأحدث الطائرات المقاتلة! وكلما تسيّد الخطاب الديني الساذج المتطرف المشهد لا يتوقع إلا مثل هذه النتائج المدمرة. والأبرياء الذين قتلتهم وهجرتهم «داعش» لا بد من أن مثلهم من يتضرر الآن من قصف التحالف في سورية والعراق. من ذا الذي يتوقع التفريق بين مدنيين عزل تائهين في أكبر مساحة نزوح داخلي وبين مجموعات إرهابية؟ حصل الغرب على ذريعة جديدة.. حسناً هذا كلام صحيح، لكن من ساعد على تكبير وتسمين هذه الذريعة؟ من جعل منها جاذبة.. متى يفيق هؤلاء؟ ولم يكن الغرب وحده الذي استفاد من هذا، بل إيران الخمينية بمبدأ تصدير الثورة، حققت فوائد ويتوقع بأن تحقق المزيد في ملفها النووي وغيره من ملفات تهمها. فإذا كان رأسمال ذلك الخطاب هو التطرف فإن المستثمر جاهز يعيد استثماره كل مرة مستخدماً الأدوات نفسها محققاً المكاسب، لذلك نرى الخسارة للعرب والمسلمين مضاعفة.