تأتي مشاركة القوات الجوية السعودية في الحرب على الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابي لتعيد إلى الأذهان أدوارها في عدد من الحروب والمواجهات المساندة في خدمة القضايا العربية والإسلامية. وقد شاركت القوات الجوية السعودية في الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1367 هــ - 1948 م، وعندما قام اليهود بإعلان قيام دولة إسرائيل ومهاجمة الدول العربية، تطوع الآلاف من أبناء المملكة للجهاد وتقرر أن يتوجه الجيش السعودي إلى الجبهة المصرية وقامت طائرات سلاح الطيران والخطوط السعودية التي يقودها طيارون مدنيون بنقل الفوج السعودي إلى مصر عندما أحجم الطيارون الأجانب المتعاقدون في الخطوط السعودية عن الطيران خوفًا على أرواحهم، واستمرت القوات الجوية بإيصال المؤن والبريد بانتظام إلى الجيش السعودي في مصر. سرب «فامبير» ورد العدوان الثلاثي كما شاركت في دعم مصر خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1375 هـ الموافق 1956 م وعندما تعرضت مصر للعدوان من قبل القوات الإسرائيلية والفرنسية والبريطانية في أعقاب تأميم قناة السويس، رأت القيادة السعودية أن الضرورة تقتضي تعزيز دفاعاتها وتكثيف قواتها على الحدود الشمالية الغربية للبلاد خصوصًا بعد إعلان المملكة تضامنها مع مصر وإدانتها للعدوان وقيامها باستضافة الطائرات المصرية في الشرق الأقصى للمملكة وتمكينها من النجاة من الغارات الجوية المكثفة التي تعرضت لها الطائرات المصرية، وقامت المملكة بوضع 20 مقاتلة نفاثة من طراز فامبير تحت تصرف القيادة المصرية وقد شارك هذا السرب في الحرب وتنفيذ ما طلبته القيادة المصرية. الاستنفار في حرب 67 وكذلك سجلت القوات الجوية السعودية مشاركتها في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967م، وقامت المملكة بتحريك أسراب طائرات مقاتلة إلى قواعد جوية في المدينة المنورة وتبوك، وأصدر الملك فيصل أوامره إلى ولي العهد - آنذاك - الأمير خالد بن عبدالعزيز بإعلان التعبئة العامة وإلغاء اجازات العسكريين وقامت المملكة بوضع جميع قواتها في الحدود الشمالية تحت تصرف القيادة الأردنية على إثر قيام إسرائيل بمهاجمة الأردن وبعدها مهاجمة مصر وسوريا في صبيحة يوم 27 صفر عام 1387 هـ الموافق 5 يونيو 1967 م وبعد إعلان انتهاء الحرب قامت القوات الجوية السعودية بإهداء جميع ما تمتلكه من طائرات جديدة من طراز هوكر هنتر إلى سلاح الطيران الأردني لتعويضه عن الخسائر. طائرات مقاتلة في حرب أكتوبر وقبل حرب رمضان1393 هـ/أكتوبر1973 م، وإنفاذًا لمقررات القمة العربية في الخرطوم التي أعقبت العدوان الإسرائيلي تحددت مشاركة المملكة في دعم الصمود وإزالة آثار العدوان بمساهمة مالية مقدارها 50 مليون دولار سنويًا؛ لتعويض مصر عن خسائرها من جراء إغلاق قناة السويس وكذلك توفير سربين من الطائرات المقاتلة للمشاركة في المواجهة المرتقبة مع العدو الإسرائيلي، وإنفاذًا لذلك استضافت المملكة في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الشرق الأقصى أعدادًا من الضباط الطيارين والفنيين المصريين الذين تم تدريبهم على قيادة طائرات لايتنج وتشغيلها وصيانتها عند الحاجة. أما في الحرب العراقية الإيرانية فقد فرضت تطورات الحرب بين العراق وإيران وقوع مسرح مواجهاتها على مقربة من المصادر البترولية السعودية، إذ استمرت القوات الجوية في الشرق الأقصى للمملكة في العمل بأعلى درجات الاستعداد والتنسيق مع القوات البحرية والدفاع الجوي، وكانت قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الشرق الأقصى تعمل على مدار الــ24 ساعة. وتم استدعاء عدد من القوات من قاعدة الملك خالد الجوية بالمنطقة الجنوبية وقاعدة الملك فهد الجوية بالمنطقة الغربية لتعزيز موجوداتها في القاعدة من طيارين وفنيين. وخلال حرب الخليج الثانية أدى طيارو السعودية ما يقارب 12,500 طلعة جوية من ضمن 100,000 طلعة جوية طيلة مدة الحرب. مواجهة داعش وفي مواجهة داعش، شنت القوات الجوية الملكية السعودية بضربات كبيرة حيث شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش ولدعم المعارضة السورية المعتدلة. وذلك ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا، ودعما للشعب السوري الشقيق لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب. وكشفت مصادر عن مشاركة اثنين من الأمراء في الغارات الجوية التي استهدفت التنظيم الإرهابي هما نجل سمو ولي العهد الأمير خالد، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز. وأشاد خبراء عسكريون وأمنيون بمهارة الطيارين السعوديين الذين شاركوا في شن الهجمات الجوية على داعش. وقال خبير: إن مشاركة القوات الجوية السعودية فخر للوطن وإن ما قامت به عمل بطولي يستهدف من شوهوا الإسلام وقتلوا النفوس البريئة. فيما أكد عدد من الخبراء المصريين أن مشاركة المملكة في «حرب داعش» تؤكد مصداقية تحذيراتها من الإرهاب وأن الدور السعودي مؤثر جدَّا في حسم المعركة.