تبنى النواب البريطانيون الذين عقدوا جلسة طارئة بعد ظهر أمس بغالبية كبيرة، مذكرة للحكومة تجيز توجيه ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق. وقالت مصادر، إن الموافقة على نص المذكرة تعني انضمام بريطانيا رسميا إلى التحالف العسكري الدولي الذي يقاتل، بقيادة الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم. وكان رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" قد قال أمس أمام مجلس العموم الذي دعاه لعقد جلسة طارئة للتصويت على انضمام المملكة المتحدة إلى التحالف لمحاربة التنظيم: "إن ذلك سيكون مهمة لن تنتهي في أشهر بل ستستمر سنوات، لكني أعتقد أنه علينا أن نستعد لهذا الالتزام".ومن جانبه، أشار وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون خلال الجلسة، إلى أن العمليات ضد "داعش" ستكون "طويلة الأمد" وقد "تستغرق عامين أو ثلاثة أعوام". وأكد هاموند المشاركة المتوقعة لست مقاتلات "تورنادو" منتشرة في قبرص، أي ثلث الطائرات المشاركة في الحملة الجوية الفرنسية البريطانية في ليبيا في 2011. وقال زعيم المعارضة العمالية أد ميليباند أمام النواب "أدعم المذكرة الحكومية المتعلقة بالغارات الجوية في العراق"، وأضاف "إننا نلبي طلبا تقدمت به الدولة الديموقراطية العراقية وأنه أمر معترف به في ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدا أن بريطانيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد تنظيم "داعش". في سياق متصل، أعلنت رئيسة وزراء الدنمرك هيلي ثورننج -شميت أمس، نشر سبع طائرات "إف-16" في العراق للمشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم " داعش".وقالت ثورننج شميت خلال مؤتمر صحفي عقد في كوبنهاجن "أنا سعيدة بوجود تحالف واسع مع وجود دول من المنطقة تريد المشاركة فيه"، موضحة أن مهمة الطائرات الدنمركية ستكون محصورة بشمال بغداد ولن تشمل سورية. كما غادرت ست مقاتلات من نوع "إف-16 "خصصتها بلجيكا لدعم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق، أمس، باتجاه الأردن، حسبما أعلنت الحكومة البلجيكية. من ناحية ثانية، أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني حاجة الإقليم إلى أسلحة متطورة لمواجهة تنظيم "داعش". وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون ديرلين عقد في مدينة أربيل أول من أمس: إن الأسلحة التي تقاتل بها قوات "البيشمركة" الكردية تقليدية، مقارنة بالأسلحة التي تمتلكها "داعش"، فيما تعهدت وزيرة الدفاع الألمانية باستمرار تعاون بلادها مع الإقليم في مواجهة تنظيم "داعش". وكانت الوزيرة الألمانية قد وصلت إلى مدينة أربيل أول من أمس في زيارة للإقليم، تناولت خلالها آلية المساعدات العسكرية التي ستقدمها برلين لإقليم كردستان، ضمن الحرب على الإرهاب. ومن جهة أخرى، طالب إمام وخطيب الفلوجة الشيخ إبراهيم الجميلي في خطبة صلاة الجمعة أمس، الحكومة العراقية بالتصدي للكوارث التي ترتكب في الفلوجة والرمادي والصقلاوية يومياً من دون توقف، داعيا العالم والدول العربية لمواجهة عمليات القتل التي تحدث في المدن الثلاث. كما دعت مرجعية النجف الدينية، الحكومة العراقية إلى توفير احتياجات المتطوعين من "خلال القنوات الرسمية والقانونية"، مشيرة إلى أنه لم يتحقق من الوعود بهذا الشأن إلا الشيء اليسير. وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة أمس "على الجهات الحكومية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المتطوعين الذين هبوا للدفاع عن البلد منذ أشهر ولا زالوا، وتوفر لهم ما يحتاجونه من خلال القنوات القانونية الرسمية وعدم بخس حق كل من قاتل ويقاتل في سبيل الدفاع عن البلد". وأضاف أننا "نعلم أن أعدادا كبيرة لم تنظم أمورهم للآن من قبل الجهات المعنية بشكل يحفظ حقوقهم، فضلا عن تأخر المساعدات والعسكرية والمادية وهذا التأخر لا نجد له مبررا أصلا، فهؤلاء المتطوعون أعطوا كل ما عندهم وتركوا عائلاتهم وهبوا للدفاع عن حياض العراق جنبا إلى جنب مع رجال القوات المسلحة، لذا كان واجبا على الدولة أن تنهض برعاية أمورهم". إلى ذلك، أظهرت صور ثابتة تم الحصول عليها من موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت ما يعتقد أنها الآثار المترتبة على تدمير مسجد في تكريت على أيدي مسلحي "داعش"، وقال سكان محليون إن مسلحي التنظيم فجروا المسجد، وكذلك الكنيسة الخضراء الآشورية القريبة من المسجد، فيما أبقوا على الضريح الذي دفن فيه رفات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والذي يقع على بعد أقل من 100 متر من المسجد.