×
محافظة حائل

السيف يحضر المهرجان السياحي الزراعي

صورة الخبر

يبدو الصراع في بعض المؤسسات غريبا بعض الشيء، فيما يعدّ أطرافه القدوات المثالية لعامة الناس، أي أن هناك مساحات واسعة لالتماس الأعذار والتسامي على الصغائر وحبس الغيظ وكتمه والصبر على ابتلاءات البعض، لكن ذلك لم يتوافر في حالة المواجهات الحالية بين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، وبعض الموظفين السابقين في الهيئة، الذين أثاروا حول رئيسهم السابق اتهامات باستغلاله للسلطة، وتشغيله للسيارات التابعة للرئاسة في خدمته الشخصية وخدمة أبنائه، الأمر الذي نفاه لهذه الصحيفة. ووصف آل الشيخ تلك الاتهامات بالأكاذيب، وامتد بشكواه إلى الدعاء لله بأن يريه فيهم "عجائب قدرته عاجلا غير آجل"، ونحن مع احترامنا الأكيد لآل الشيخ بصفته الشخصية والاعتبارية، إلا أنه أخطأ حين عالج تلك "الأكاذيب" إعلاميا، وأتساءل: ماذا عن "والكاظمين الغيظ"؟ جميعنا في حالتنا الشخصية داخل المجتمع نتعرض لمضايقات وأكاذيب وإشاعات وتلفيق تهم، وبعضنا يصبر ويحتسب وآخرون يطرقون أبواب القضاء، والبعض ينفس عن غضبه في المواقع الاجتماعية ويرد بمبدأ الفعل ورد الفعل. ما يحدث في الهيئة يكشف الغسيل الذي في النفوس، وإذا كان كل عضو في الهيئة يتم فصله إداريا ولا يمتنع عن إلحاق الأذى بمديره، فإننا أمام حالة يتصور فيها هؤلاء أنهم أكبر من أن يمنعوا من ممارسة الحسبة، أو أنهم معصومون، ولا يجرؤ أحد على بيان خطئهم وسوء إدارتهم لشأن الاحتساب؛ لأن من أوجب واجبات الموظف المفصول ألا يجاهر بالعداء لمن فصله، ويمكنه ببساطة أن يقدر أن رزقه انقطع هنا واتجه إلى مسار آخر. بغض النظر عن اتهام الأعضاء للرئيس، إلا أنهم غير جديرين من واقع ما بدر منهم بالعمل في الهيئة، التي تتطلب محتسبين صابرين على البلاء، وليس باحثين عن مكاسبهم الذاتية، ولو اضطرهم ذلك للنيل أو القذف في الرئيس وتشويه صورته أمام الرأي العام، وإذا ثبت لديهم ما اتهموه به فكان الأولى الاتجاه الى مؤسسات الدولة المعنية بالمحاسبة وليس وسائل الإعلام، فالذي يحدث مناقض لقيم الاحتساب.