أعاد نور حسين الحياة إلى معرض الفنون الذي أنشأه والده في العاصمة الصومالية مقديشو عام 1979. يتوجه نور إلى المعرض يوميا حيث يشترك مع إخوته الأربعة في رسم اللوحات الفنية. وقال نور: "ألهمني أبي أن أكون فنانا وأنا قررت أنها المهنة الوحيدة التي أريدها. كانت الفنون هي الوحيدة التي سمحت موارد أبي أن أتعلمها خلال الحرب الأهلية في الصومال. الصعوبة الوحيدة التي أواجهها الآن هي العيش الكريم من عائد فني". يشتري نور في طريقه إلى معرض الفنون مجموعة من فرش وألوان الرسم من متجره المفضل. لكن الفن التشكيلي لا يحقق للفنان دخلا كافيا في الصومال، فلا يزيد ما يحصل عليه نور مثلا من بيع لوحاته ما بين عشرة وخمسة عشر دولارا في اليوم. ولا يوجد في مقديشو سوى ثلاث قاعات للمعارض الفنية منها "شيك شيك"، التي يملكها نور حسين وإخوته. اختار نور الأسلحة الأفريقية التقليدية موضوعا لأحدث لوحاته الفنية. وقال الفنان "تتخصص قاعة "شيك شيك" في رسم الحياة التقليدية الأفريقية. هذه اللوحة فيها السكين والقوس والسهم التي كان الصوماليون يستخدمونها قبل زمن طويل. أردت من خلال اللوحة أن أذكر الناس بتاريخنا وثقافتنا". وباع نور حسين لوحة الأسلحة التقليدية بمجرد فراغه منها إلى مشتر أعجب بها من أول نظرة. وقال المشتري عبدالقادر حاجي "اشتريت هذه اللوحة الفنية لأري أطفالي طريقة معيشتنا التقليدية التي عاشها أسلافنا، والأدوات التي كانوا يستخدمونها في زمانهم". ويبيع نور حسين لوحاته مقابل أربعين دولارا في المتوسط للوحة الواحدة. ويقول الفنان: إن اهتمام الصوماليين في مقديشو بالفن التشكيلي يعود ببطء، بعد عودة الاستقرار نسبيا إلى المدينة منذ انتهاء الحرب الأهلية، وطرد حركة الشباب المتمردة منها.