×
محافظة المدينة المنورة

مصرع ستة مواطنون وإصابة اثنان آخران إثر حادث مروع بالعيص

صورة الخبر

أخذت المملكة طوال السنوات الماضية على عاتقها إصلاح ذات البين بين الأشقاء المتباعدين، وإعادة المياه إلى مجاريها بين الفرقاء، وقد تكللت كل تلك المساعي الحميدة التي اضطلعت بها بالنجاح؛ لكونها طرفًا محايدًا ومقبولاً لدى الأطراف المتنازعة. فقد نجحت في مساعيها التي قامت بها عام 1988 بين المغرب والجزائر، ونجحت في تحقيق المصالحة بين الفرقاء اللبنانيين الذي عقد في الطائف، وأنهى حربًا أهلية دامت ستة عشر عامًا، كما نجحت في ردم الفجوة بين الأشقاء الفلسطينيين في مؤتمر مكة، الذي تمخض عنه تشكيل حكومة وطنية، إضافة إلى إنهاء الصراع بين الخرطوم وأنجامينا الذي امتد سنوات طوالاً. في ضوء تلك المساعي الناجحة التي تحققت، جاءت دعوة السيد "العجيلي" رئيس مجلس القبائل الليبية -عبر قناة الحدث- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بطلب التدخل بواسطة مسعى لإنهاء الصراع المحتدم بين الفرقاء الليبيين، بوصفه رائدًا في مثل هذه المهمّات التي تنشد الاستقرار وتشيع السلام. الليبيون الذين كانوا يرزحون تحت حكم جائر طوال 40 عامًا، لم يستفيدوا من انتفاضتهم التي كانوا يأملون بأن تشع فيها شمس الحرية، ويختاروا قيادتهم وبرلمانهم ودستورهم كما تقتضي روح الديمقراطية، إذ إن الأطماع السياسية لدى المتنفذين ومَن يملكون السلاح جعلت من البلاد مسرحًا للفوضى، وساحة معركة للقتال، إضافة إلى أن الانقسام الحاصل بين رموزها قد (زاد الطين بلة)، وجعل البلاد تعيش في حالة من عدم الاستقرار، فهناك رئيسان للوزراء، كل واحد منهما يدّعي شرعيته، "عمر الحاسي" الذي عيّنه البرلمان الليبي، و"الثني" الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي، وكلاهما وجّها كلمة للشعب الليبي ادّعيا فيها الشرعية، وهناك أيضًا برلمانان، وهو أمر وضع الدول والمنظمات العالمية في حيرة، تتعامل مع من؟! هذا الانقسام، وهذه الفوضى، هي التي دعت وزير الدفاع الفرنسي إلى أن يصرح بأن بلاده ستدعو دول أوروبا لتشكيل تحالف لوقف العنف في ليبيا، واقتلاع الإرهابيين من أراضيها. وسواء صدقت تلك الادّعاءات التي تقول بأن المليشيات تتلقى دعمًا ماديًّا وعسكريًّا من الخارج أو كذبت، فإن اللوم يقع على عاتق الليبيين أنفسهم الذين سخروا من أنفسهم أداة لتخريب وطنهم وتفككه وأحاطوه بجو من عدم الاستقرار. الليبيون فعلاً بحاجة إلى لقاء قمة يجمعهم ويوحد صفوفهم كالذي جمع اللبنانيين في الطائف وأنهى حربًا أهلية ضروسًا أودت بحياة الآلاف من اللبنانيين ودمرت البلاد اقتصاديًّا، الليبيون يحتاجون لمن يجمع فرقائهم تحت طاولة (طائف جديد). hnalharby@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain