وسط هذا الانطباع السلبي العام لواقع الفتيان والفتيات.. وسط صور التمرد والعصيان ـ التي باتت سمة هذا الزمان.. زمن الذاتية و(الأنانية) ـ تطل بوجه مبتسم أمام كل تلك الظروف اليومية التي تسعى لإذلالها بأحداثها القاسية.. تظن ذلك.. أقصد الظروف.. قبل أن نجدها ترفع راية الاستسلام أمام إرادة عظيمة قوية اسمها (الحب).. وهو في حالتها يأتي مختلفاً؛ لأنه يكتسب قيمته وقوته من ذلك الوعي العظيم والأدب الجم.. ترتقي به لأعلى مراتب البر. ما تزال صغيرة بهذا الوجه الطفولي الذي ترسمه بلا (مكياج).. تُذكرنا بفطرتنا قبل أن تقدم لنا دروس (الحكمة).. إنها أستاذة (السماحة).. لا أحد يستطيع أن يغلبها بعطاء.. لأنه خطواتها.. كلماتها.. أنفاسها.. صمتها.. وحتى نومها.. لله درها. هنا في هذه الدائرة التي تئن بـ (الوجع) تمتطي هذه الصغيرة الكبيرة صهوة جياد بيضاء تهبط من السماء.. تحمل غراساً من (الجنة) التي تشتاق لها لأنها (زارعة الحب) في قلب أم وجدة وخال وخالة.. بل في قلب كل (يصعب حاله).. تأتي بالغيث في شدة العطش.. الماء من يدها (زلال) لأنه معطر بروحها.. تسقي قبل أن يطلب العطاشى.. فانتظروا أيها الرعاة حتى تحل البركة ويكثر الماء. البيت يحتاج لخادمة نشيطة، تقوم بأعماله الكثيرة.. ولكنها جاءت كبيرة.. مريضة.. تحتاج من يخدمها.. استقبلت الأمر ببساطة وراحت تقيس لها الضغط الذي كان مرتفعاً.. من يخدم من؟.. قالت لنفسها وراحت تخفي تعبها وراء ابتسامتها وتردد وهي تضحك في وجه كل هذه المنغصات: جيتك يا عبد المعين تعيني.. لقيتك يا عبد المعين تنعان. الصبر هو رفيق دربها.. تظل تطعمه وتسقيه من سماحتها ليبقى أنيسها.. ييوح لها بفضلها.. يأخذها على بساط (الرضا) لتعلو فوق الألم دون أن تقسو عليه. تغريدة: في أعلى منازل الحب لا فرق بين من أعطى ومن أخذ.. الكل يسعد لأنهما كل.. هل سمعتم بهذا من قبل؟.. إذا.. خذوا هذا عني وعلى مسؤوليتي.. إلى اللقاء.