أكدت الحكومة الأردنية أن الجهود الإقليمية بما فيها الضربات العسكرية التي يشارك بها الأردن ضد التنظيمات الإرهابية ستكون مستمرة، وذلك لتحقيق هدف تأمين الحدود الأردنية وترسيخ استقرارها وتقليل قدرات المنظمات الإرهابية التي تحاول الاعتداء على هذه الحدود. وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن قرار الأردن قصف مواقع لتنظيمات إرهابية خارج الحدود يأتي بهدف الدفاع عن المصالح الأردنية العليا وتحصين الأمن الوطني ضد هذه التنظيمات التي زادت هجماتها في الآونة الأخيرة في الوقت الذي لم تتمكن الدول التي تتواجد بها هذه التنظيمات من إيقافها. وحول المشاركة الأردنية للمرة الأولى، في هجمات جوية ضد مواقع لمنظمات إرهابية في سورية، أشار المومني إلى أن الأردن كان وما يزال مهددًا من هذه المنظمات الإرهابية التي تتوعد وتخطط وتحاول تنفيذ هجمات إرهابية على بلادنا، واعتبر أنه من الحكمة والبصيرة استباق هذه الأخطار ووأد الإرهاب في عقر داره قبل أن يدنس ترابنا الوطني. وفيما إذا كان الأردن الآن في حالة حرب مع التنظيمات الإرهابية أجاب المومني نحن وأشقاؤنا العرب وأصدقاؤنا الدوليون في مواجهة مع المنظمات الإرهابية المجرمة ومواجهة هذا الإرهاب الأعمى والأسود هي واجب أخلاقي على كل عربي ومسلم وإنسان. وحول ما إذا كانت المشاركة الأردنية العسكرية ستقتصر على سورية اكتفى المومني بالقول: أي قرارات سيتخذها الأردن سيتم الإعلان عنها في حينه وفي الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. وفيما يخص التخوف من أي تهديدات داخلية في الأردن بعيد الإعلان رسميا عن مشاركة الأردن في قصف تلك التنظيمات في سورية قال المومني: إن الأردن مهدد من منظمات إرهابية وإنه تم إلقاء القبض على أشخاص كانوا في إطار التخطيط لشن عمليات إرهابية في الأردن لكن قدرة أجهزتنا الأمنية ووعي مواطننا الأردني سيكون بالمرصاد لهذه المحاولات. وأعلنت القوات المسلحة الأردنية أن تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بـتدمير عدد من الأهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الإرهابية والتي دأبت على إرسال بعض عناصرها الإرهابية لتنفيذ أعمال تخريبية داخل المملكة وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة. وأوضحت في بيان أن القوات المسلحة وإذا ما تكررت مثل هذه المحاولات فإنها لن تتردد في توجيه رسالة حاسمة لتلك الجماعات في أوكارها بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن تكون محل مساومة وتهاون. وكان المصدر العسكري نفسه صرح بأنه على الرغم من التحذيرات المتكررة والإجراءات الحاسمة التي اتخذتها القوات المسلحة على الحدود الشمالية والشرقية في مواجهة عمليات التسلل وإطلاق النار تجاه المواقع العسكرية والتزام القوات المسلحة بمبدأ حماية الحدود على أمل أن يقوم الطرف الآخر بضبط حدوده والسيطرة عليها، إلا أنه وللأسف ازدادت محاولات خرق الحدود وبشكل كبير خلال الشهرين الماضيين ما اضطر القوات المسلحة إلى توجيه ضربة جوية لعدد من المواقع التي تتخذها بعض الجماعات الإرهابية كمركز انطلاق لعملياتها تجاه الأراضي الأردنية. ويرى خبراء عسكريون أن الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو الملكي الأردني بقصف وتدمير أهداف منتخبة لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في داخل الأراضي السورية جاءت في توقيت مناسب، معتبرين أن من شأن الضربات الجوية الأردنية للتنظيم إرسال رسالة حاسمة بأن أمن الحدود وسلامة المواطنين الأردنيين لن يكونا محل مساومة أو تهاون. ورأى هؤلاء أن هدف الضربات الجوية كان القضاء على الإرهاب في عقر داره بعد استمراره بمحاولة خرق حدود المملكة وعدم قدرة الدول المجاورة على وقف محاولات هذه التنظيمات خرق الحدود.