{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}. جعلنا الله وإياكم وفقيدنا الغالي من الفائزين بجنته ورضوانه. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ودعت المملكة العربية السعودية رجلاً من خيرة رجالاتها، ورمزاً من رموزها الوطنية، إنه الشيخ عبدالعزيز بن محمد أبو ملحة الذي وافاه الأجل في مدينة الرياض يوم الثلاثاء 4-11-1434هـ. والفقيد الغالي غني عن التعريف؛ فقد أمضى حياته في العمل الجاد براً وفياً لحكومته ووطنه ومواطنيه، يفعل الخير، ويعين على نوائب الحق. وهو عميد (أسرة آل ملحة) التي اشتهرت بوفائها وأدوارها المتميزة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله. ولن أتحدث عن مآثر فقيدنا؛ فهي كثيرة وتحتاج إلى رسالة علمية في إحدى الجامعات السعودية، بيد أنني سأكتفي ببعض الوقفات مع حياته العملية.. تولى فقيدنا مناصب قيادية في الدولة، منها: المدير العام للشؤون البلدية والقروية بمنطقة عسير، ووكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وجرى اختياره عضواً في مجلس الشورى، وهو من المؤسسين للمجلس في دورته الأولى، إضافة إلى عضويته في الجمعية العمومية لمؤسسة عسير للصحافة والنشر. والفقيد تربطني به زمالة عمل عندما جرى تعييننا عضوين في مجلس الشورى، فقد عرفته عن كثب بآرائه النيرة واجتهاداته في تحديث أنظمة الدولة ومعالجة القضايا والمشكلات التي تطرح في المجلس. عُرف الفقيد بسماحة النفس، وعلو الهمة، وحب الاجتماع في مناسبات متنوعة.. بدأ سُنّة حسنة قبل عشرين عاماً بعمل وليمة عامة في أول ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، يدعى لها الزملاء والأصدقاء ومعظم الرموز الوطنية الموجودون في الرياض من المنطقة الجنوبية وغيرها.. ويتخلل ذلك بعض المحاضرات والقصائد التي تناسب قدسية شهر الصيام.. كما أنه يحرص على تفعيل اجتماعات دورية كل شهر لبعض الأصدقاء والمحبين في مدينة الرياض.. كان رمزاً وفياً لوطنه مساهماً في تنمية مجتمعه، لا يتوانى في بذل جاهه في الشفاعة الحسنة ومتابعة بعض مطالب التنمية في وطننا الغالي.. وهو وجه من وجوه المجتمع السعودي البارزة، يستقبل زائريه بطلاقة وجه وحسن استقبال، كريم مضياف شجاع فيما يرى أنه الحق.. غفر الله له، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. - د. زاهر بن عواض الألمعي