يعد نجاح الحكم السعودي أمر إيجابي يسعد جميع الرياضيين.. فالجميع على استعداد أن يقف معه ويقدم له الدعم والتشجيع.. فهو محل ثقة وتقدير ولا نشكك في أمانته وبالتأكيد لا يدخل الميول في عمله.. فهو أبن الوطن يعرف ويقدره حجم المسؤولية وصعوبة المهمة التي تؤكل له.. وفي المقابل هو بشر قد يصيب وقد يخطي وأخطاءه جزء من اللعبة. بلا شك يمر التحكيم المحلي في أزمة.. فللأسف لا يوجد تطوير للحكام بالمفهوم الأكاديمي المتخصص والذي يرتقي بهم ويرفع من مستواهم ولا عائد مادي مجزي.. فكل ما هو موجود شكليات من محاضرات ولقاءات ومعسكرات ونشاط ودورات وورش عمل تقدم بصفة ارتجالية وعشوائية ينقصها التنظيم والفكر والدعم.. فلا وجود للاحتراف الحقيقي الخاص بالحكم الوطني والذي يضمن حقوقه ويطور مستواه.. لذلك أصبح الطموح مفقود ومقتول وبالتالي سوف تبقى إمكانياته محدودة ففاقد الشيء لا يعطيه.. الأمر الذي أدى إلي اهتزاز مستواه وضعف شخصيته.. لذلك لا نستغرب الأخطاء المؤثرة خصوصا مع شن الحملات والهجوم والتشكيك عليه من كل جهة. رغم جاهزية حكامنا وارتفاع معدل لياقتهم وإلمامهم بالقانون إلا أنه ينقصهم أمور تتعلق بالإمكانيات الخاصة وقوة الشخصية والشجاعة والثقة بالنفس والحضور وتطوير الذات.. لذلك يتأثر كثيرا بالوسط الرياضي ويكون دائما تحت الضغوط وهذا ما يفرق بينه وبين الحكم الأجنبي.. فالعمل يقوم على الفردية والاجتهاد وسيبقى الجميع على اختلاف مع التحكيم كقضية تتعلق بإمكانيات الحكام وأدائه وليس بشخصه. دعونا نتذكر نجاحات لحكامنا على مستوى كأس العالم ونعود لمونديال المكسيك 1986 وحكمنا الدولي فلاج الشنار.. وحكمنا الدولي عبدالرحمن الزيد بمونديال فرنسا 1998 وتواجد في النهائي كحكم رابع.. وعلي الطريفي بمونديال 2002 بكوريا واليابان.. ومن بعدهم خليل جلال في مونديال جنوب أفريقيا 2010.. فلقد شرف حكمنا السعودي رياضة بلادنا وأثبت بأنه دائماً عند الموعد وقادر على إدارة أصعب المواجهات وأهل للثقة متى ما منحت له.. واليوم نحن مع موعد ترشيح حكمنا فهد المرداسي للقائمة الأولية لمونديال روسيا 2018 فدعواتنا من القلب أن يتوج هذه الفرصة بالنجاح والحضور في المحفل العالمي.. فها هي الثقة تمنح لحكامنا عالمياً في الوقت الذي تسلب منهم محلياً.. فتواجدهم في محفل بهذا الحجم رسالة تحمل أجمل عنوان وألف معنى وتغني عن كثير من الأقوال. تويتر TariqAlFraih@