** من الإنجازات التي كتبها تاريخ بلادنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ الاحتفاء باليوم الوطني، واعتباره يوم إجازة رسمية لكافة النشاطات، لقد أصبح لدينا ــ حقيقة ــ يوم وطني، نشعر فيه بالارتباط الروحي والمعنوي بالوطن وما تحقق له وما عاشه من تحولات غير مسبوقة، كان للملك المؤسس بصماته الواضحة في إخراجها وتنفيذها وفرضها، وعلى مر التاريخ ومنذ تأسيس جلالة الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ للمملكة ونجاحه في صهر أجزائها المتناحرة بعد كفاح طويل لتصبح كيانا واحدا تذوب فيه الفوارق والنعرات ويظهر فيه «الوطن» الواحد من الخليج إلى البحر، على مر التاريخ لم تعش بلادنا احتفاليات بيومها كما تعيشه في هذا العهد المتفتح والمنفتح. ** لقد كان اليوم الوطني في سابق أيامنا مجرد تاريخ يصادف الأول من الميزان «23 من شهر سبتمبر»، لا عطلة فيه ولا احتفاء، اللهم إلا ما تنشره الصحف في ملاحق متخصصة، وبعض ما يبث من البرامج الخاصة في الإذاعة والتلفزيون، ثم أصبحت له إجازة على الورق تحتسب يوما إضافيا في الإجازة أو عند تصفية خدمات الموظف، أما اليوم، وفي عهد الملك عبدالله، فقد أصبح يوما وطنيا رسميا مرتبطا باحتفاليات متنوعة على مساحة كل الوطن، يعيشها ويلمسها كل المواطنين، بمن فيهم الطلاب وصغار السن الذين يتوشحون باللون الأخضر، حيث يؤكدون جميعهم روعة الوطن والفخر والاعتزاز بكل شبر فيه وما تحقق له من تطور ونمو على كافة تصنيفات نشاطاته ومسؤولياته. ** حقيقة لا بد لكل منصف أن يذكر بالتقدير ما تشهده بلادنا من احتفاليات يوم الوطن التي نظمتها الفاعليات الثقافية والتعليمية والاجتماعية والبلدية، وفي نفس الوقت لا بد أن نعتب على الجهات «النائمة» خاصة أو عامة لغيابها عن هذا اليوم، وعن دعم احتفاليات مجتمعه، واكتفاء بعضها بإعلان تهنئة تنشره الصحف، فذلك لا يكفي؛ لأن الوطن يستحق أكثر، له فضل على الجميع بعد الله في كل شيء هم يعيشونه. ** كنت أتمنى أن أرى مليئا يغرف من خيرات الوطن يعلن في هذا اليوم استيعاب ولو عشرة شباب لتدريبهم وتعليمهم وتهيئتهم للعمل في شركاته ومصانعه، كنت أتمنى أن أسمع بأن شركة «ما» أعلنت في يوم الوطن تخفيض أرباحها من السلع التي تستوردها أو تنتجها، وذلك بتخفيض أسعار سلعها.. والأمنيات كثيرة، ومنافذ خدمة الوطن وأبنائه أكثر من أن تحصى. ** وكل عام ووطننا بخير وأمن ونمو. عن عكاظ