أسكتلندا أحد مكوّنات المملكة المتحدة الأربعة. وهي لا تُقاس بشمال إيرلندا، أو ويلز، ففيها بترول المملكة، وفيها قواعدها النووية، وهي مركز الصناعة والثروة، ومنذ ثلاثة عقود تحرّكت الفكرة القومية في وجدان بعض الأحزاب السياسية، فنادوا باستقلال الإقليم بعد عِشرة تجاوزت المائتي عام.. خمدت الدعوة، وتحرّكت منذ عام. أزعج تجديدها العرش البريطاني، والحكومة المركزية، وخصوم الانفصال، لكنّ تهديدًا، أو وعيدًا لم يصدر من أحد، لم يتحرّك الجيش لضرب الانفصاليين واعتبارهم خونة.. لم يسمع أحد طلقة رصاص، أو صوت انفجارات، لا مظاهرات تدين الدعوة للانفصال، أو انفجارات لتأكيد الحق في الاستمرار. فالكل مقتنع أن لا شيء يجبر أي إقليم على البقاء في ذلك الكيان. فهناك قواعد دستورية حاكمة في هذا الشأن.. الشعب مصدر السلطات.. وليطرح الأمر للاستفتاء.. وفي يوم التصويت قال الشعب بنسبة 55% من أصوات المقترعين.. لا للانفصال.. وعلى الفور أعلن رئيس حكومة الإقليم قبوله بنتائج الاستفتاء.. لم يطعن في ذمة المفوضية العليا للاستفتاء. لم يشكك في نزاهة الاستفتاء، ولم يدَّعِ أحد التلاعب في صناديق الاقتراع. وهذه هي الديمقراطية، وهي غير الديمقراطية العربية التي ابتليت بها أمتنا. هذه هي الديمقراطية التي يحاول عالمنا العربي منذ مائتي عام إدراجها في نظامه السياسي، ولكنه شوّهها، حين حاول تطبيقها.. أساء إليها، فكرّس بذلك الفوضى والانقسام. ولعالمنا العربي عذره، فهو يحتاج إلى مئات السنين ليقيم أنظمة ديمقراطية.. على النمط الغربي، عليه، أن يهيئ البيئة المناسبة أولاً.. بعد أن يقضي على الجهل الضارب أطنابه فيها.. بعد أن يقضي على الفساد ونهب المال المتغلغل داخلها.. بعد أن يقضي على المرض.. بعد أن يقضي على الفقر.. وأظن أن الأمور تزداد سوءًا.. أظن أن لا أمل!! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (40) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain