قال الدكتور الأحمدي أبوالنور نائب رئيس هيئة كبار العلماء بالأزهر: إن المؤتمر المزمع عقده حول أوضاع المجتمعات الإسلامية وكيفية تحصينها في مواجهة الأفكارالتكفيرية، ولاسيما لتنظيم داعش الإرهابي، جاء استجابة لما نشر في جريدة المدينة قبل 4 أسابيع خاصة في ظل تصاعد ظاهرة الجماعات الإرهابية التي تتخذ من التكفير منهجًا لتكدير السلم والأمن في شتى المجتمعات الإسلامية، وشدد على أهمية وصول رسالة علماء الأمة لكل من ينتهج الفكر التكفيري بأننا لا نخشى الإرهاب ولا القائمين عليه وسنقف له بالمرصاد، وأضاف أبوالنور في تصريحات لـ»المدينة» أن الأزهر يتطلع لمشاركة هيئة كبار العلماء في المملكة في هذا المؤتمر بما لهم من باع طويل في مواجهة الأفكار التكفيرية والرد على الشبهات والذرائع الواهية التي تتشدق بها الجماعات الضالة، وأكد أهمية تحصين الشباب بالفهم الحقيقي للدين الحنيف ونشر الثقافة الشرعية السليمة التي ترتكز على العلم النافع والمعرفة المنضبطة بقواعد الوحي الإلهي والعقل الراشد وكذلك العمل على بلورة رؤية مشتركة بين الهيئتين حيال قضية التكفير واستخدام أعدائنا لبعض من بنى جلدتنا لتشويه الإسلام والمسلمين، وأضاف: أن هدفنا الأسمي من وراء ذلك المؤتمر التأكيد على أن وحدة الأمة خير وسيلة لمكافحة داعش واخواتها وأن اجتماع كلمة العلماء في قضية التكفير السبيل الأوحد للحفاظ على أمن المجتمعات الإسلامية بل والحفاظ على أمن العالم كله، وقال: إن المؤتمر سيقدم ردودا فقهية واضحة حول قضية الخلافة والولاية العامة حتى لا يستمر استغلال تنظيم داعش الإرهابي لتلك المصطلحات في جذب مزيد من المؤيدين له من هؤلاء الذين انخدعوا ببريق تلك المصطلحات لعدم وجود تفنيد علمي وشرعي فقهي واضح للفارق الكبير بين ما يفعله داعش ومصطلح الخلافة الإسلامية، وأوضح أن داعش نجح في تجنيد العشرات من الشباب الذين وقعوا ضحايا براثن هذا التنظيم الشيطاني، داعيا الأُمَّةِ حُكَّامًا ومَحكُومين إلى تَبنِّي المنهجِ الوسَطي، في الفهم والاعتقاد والعمل، حِفاظًا على حاضر الأُمَّةِ ومُستَقبَلِها، وامتثالًا لقولِ الله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا». على الجانب الآخر، شكل الأزهر لجنة خاصة تضم في عضويتها عددا من أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية لوضع تصور بأهم محاور المؤتمر والتي ستنحصر في مناقشة قضية المصطلحات التي تستخدمها الجماعات الإرهابية وسيلة لجذب الشباب للانتماء لها وكذلك قضية التكفير وكيفية مواجهتها فكريا وإعلاميا، وتقوم اللجنة حاليا بمراسلة الهيئات الإسلامية وعدد من علماء الاستشراق المحايدين لتقديم تغطية متميزة للمؤتمر. وكانت «المدينة» طرحت في عددها الصادر في 25 أغسطس الماضي، فكرة تنظيم المؤتمر على عدد من العلماء في القاهرة، الذين أيدوا فكرة اشتراك هيئتي كبار العلماء في المملكة ومصر في المؤتمر من أجل فضح الفكر الإرهابي لداعش وغيرها من التنظيمات والجماعات التكفيرية، وفي عددها المنشور أمس، أكد لـ»المدينة» د. القصبي زلط عضو هيئة كبار علماء الأزهر أن الهيئة استقرت على تنظيم المؤتمر بعد وصول تقارير للأزهر تفيد بتصاعد حدة كراهية الإسلام والمسلمين بسبب الممارسات الإرهابية لهذه التنظيمات.