ذكرت صحيفة الشرق أمس أن الدكتور نمر السحيمي مدير إدارة الرقابة الإدارية بديوان المظالم في المدينة المنورة رفع دعوى ضد مدير جامعة إسلامية سعودية في الخارج يتهمه فيها بسرقة مائة صفحة (نصا) من رسالة قدمها للحصول على الماجستير، تخيلوا الحظ العاثر لمدير الجامعة حيث لم يجد باحثا يسرقه سوى مدير إدارة الرقابة الإدارية في ديوان المظالم الذي هو لاشك خبير بدهاليز التقاضي الإداري!، وهذا ما حدث حيث طالب الدكتور السحيمي في دعواه بتعويض مليون ريال مثبتا بشهادة (حقوق المؤلف) بوزارة الثقافة والإعلام أن الكتاب الذي قام بتأليفه مدير الجامعة عدد صفحاته 190 صفحة منها 100 صفحة منقولة نصا من بحث السحيمي دون إشارة إلى المرجع، وفي هذه الحالة لا أظن أننا أمام اقتباس.. أو سرقة أدبية.. بل سطو مسلح!. مدير الجامعة الإسلامية في الخارج كان من الممكن أن يكون مفكرا ينشر العلم في البلد الإسلامي الذي انتقل إليه ويصدر المؤلفات الهامة التي تعكس خلاصة تجربته العلمية في البلدين الإسلاميين هذا غير المؤلفات والمقالات التي تنقل تاريخ وثقافة تلك الديار التي عاش قسما من سنوات عمره فيها لا أن يرتكب مثل هذا الخطأ المؤسف الذي لا يقع فيه طالب مبتدئ، ناهيك عن الأمانة العلمية المجروحة بل والمذبوحة لمدير جامعة في الخارج!، ولكن ماذا نقول ؟!، ففي كثير من الأحيان لا يكون المقياس هو الكفاءة أو الخبرة أو التجربة العلمية أو حتى المثابرة في العمل بل يكون المقياس بناء على معادلات عملية (حب الخشوم) التي تقرب البعيد وتبعد القريب بحسب درجة تأثير القبلة على الأنف!. وإذا كان البعض يظنون بأن مسألة حب الخشوم سهلة ويمكن تجاوزها دون عناء فهم مخطئون، لأن هذه العملية تمر في وقت سريع وبين قامات غير متساوية وهنا تكمن المهارات الخاصة في اختيار اللحظة المناسبة لطبع قبلة سريعة على الأنف، إنه شيء يشبه لحظة التقاط حارس المرمى الكرة قبل ولوجها الشباك، في أقل من ثانية ينتهي كل شيء بسلام وتتحول المشكلة العويصة إلى صفر مكعب و... هذا ولدنا ويستاهل والله يطرح البركة في الجميع. أما ما ينتج عن (حب الخشوم) فهو عمل يمكن تصنيفه بأنه عمل إنساني خيري تطوعي وفلكلوري وتكنوقراطي وعملي جدا.. المهم أنه مناسب لشروط هيئة المواصفات والمقاييس المحلية، ولكنه بالطبع ليس عملا تنمويا ولا يمكن أن يكون كذلك مهما مرت السنوات ومهما أنفقنا من أموال، فهذا العمل (حب الخشوم) يتسبب غالبا في منح الأقل كفاءة فرصا على حساب غيره من الطاقات المبدعة، يمكن أن يحدث هذا في أي مكان: مثلا في سجلات من يتم ضمهم إلى برنامج من أبنائنا الدارسين في الخارج.. أو في جداول تنقلات المعلمين والمعلمات.. أو في بعض التعيينات الكبيرة والصغيرة في مختلف المجالات، نعم توجد دائما كمبيوترات وأنظمة إلكترونية مهمتها الأساسية الحد من عمليات (حب الخشوم)، ولكن هذه الجدران الإلكترونية سرعان ما تنهار أمام طوفان القبلات الخاطفة الذي لا يعرف الاستسلام، لتبدأ عملية بناء أنظمة إلكترونية جديدة مهمتها إعطاء كل ذي حق حقه على يد شركة عالمية متخصصة حصلت على هذا المشروع عبر تقنية (حب الخشوم) أيضا. (حب الخشوم) يشبه عملية الاتصال عبر البلوتوث، الذي لا تحكمه شبكة محددة، بل هو نتاج شبكات مرتجلة تشترط قبول الطرفين لحظة التصال الطارئة والمباشرة والبسيطة، لا مجال للتعقيدات.. والكل مسرور ويقوم بعمله على أكمل وجه، سلام منا على الأهل والإخوان ويسلم عليكم من عندنا عموم الجماعة!.