أصبحت لدينا أمراضٌ فتَّاكة، هي لا تقتل! لكنَّها أشدُّ بشاعةً من القتل. لأنها معدية تنتشر كالنارِ في الهشيم، تصنعُ أُحجياتٍ في عقول الغلابة، تسممت معها أجهزة الاستشعار لديهم، حتى أصبحوا يهذُون بمسمياتٍ لا يستطيعون نطق معظمِ حروفها. يلبسون جلباباً أكبر من حجمهم، حتى القضايا التي يطرحونها تفوقُ مداركهم، ولا تشعر بِها أفئِدتهم، لأنهم أجَّرُوا عقولهم، لمَنْ استثمرها وأحسن الاختيار؟ استخدمهم إعلامٌ فاسد، تُدِيره عقولٌ ماكرة، تسعى لهدم المجتمعات الإسلامية طوبةً طوبة، حتى خلقت التناقُضات، وأكثرت من الإسقاطات المُمَنهجة، لتزرع نبتةً فاسدة لا تُثمر، ولا يُستظلُّ تحتها. عدائيتهم تزداد سخونة، إذا وضعت رموزهم في صلب الحدث، حتى يبتعد الشكُّ والاتهام، وبعدها تجدهم كالحَمَل الوديع. يتميزون بتحركات مدروسة، تتماشى مع الأحداث الواقعة، يستغلون التناحر والتنازع، ويرجِّحون الكفَّة التي تخدم مصالحهم، حتى ينالوا مرادهم من التباغض والشحناء. يتظاهرون بالإسلام، وهو مشكلتهم المؤرقة، التي جمعتهم حتى ينبذوا خلافاتهم، ويتوحدوا لمحاربته، وتضييق الخناق على أيِّ فئةٍ تنصره، فيصفقون لكلِّ إسلاميٍّ أخذ أقصى اليمين، فيُبرِزون أقواله وأفعاله حتى يصبح حديث الساعة، والعكس صحيح. هكذا يعملون؟ فعندما سلَّمنا عقولنا لهم! صنعنا لهم «داعش»، وجعلناها ككرة الثلج المتدحرجة من أعلى الجبل، حتى بات ما يتمنون واقعاً، الذي حقق كثيراً من أهدافهم، وأهدافِ مَنْ زرع صهاينة العرب بيننا.