وافق الحوثيون امس على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الاصلاح السني في صنعاء، على ما اعلن مفاوضون يشاركون في وساطة يقودها ممثل للامم المتحدة، ودارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة امس بين الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين في بعض مناطق العاصمة اليمنية، كما انقطعت شبكات الاتصالات للهاتف المحمول والإنترنت لفترة وجيزة وتوقف بث التليفزيون الرسمي، وقتل وجرح العشرات من الطرفين، وأدى استمرار القصف على التليفزيون الرسمي منذ مساء الخميس إلى توقف بث قنواته الثلاث، ونفى مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا اليمنية ان تكون العناصر الحوثية المسلحة سيطرت على بعض الأحياء السكنية في المنطقة الشمالية لصنعاء، مؤكدا أن ما تقوم به بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية إنما هو ترويج لانتصارات وهمية للعناصر الحوثية، وترأس الرئيس عبدربه منصور هادي اجتماعا استثنائيا مع اللجنة العسكرية والأمنية العليا لبحث التطورات الأمنية في العاصمة، فيما اعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن امس ان شركات الطيران علقت رحلاتها الى مطار صنعاء بسبب العنف. إرباك المشهد السياسي وأوضح المصدر المسؤول باللجنة الأمنية العليا اليمنية أنه وفي الوقت الذي يتواصل فيه الحوار مع جماعة الحوثي برعاية وإشراف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، قامت عناصر مسلحة من تلك الجماعة بالانتشار في بعض الأحياء السكنية بالمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء والاعتداء على نقاط الجيش والأمن في حي شملان وشارع الستين، مثيرة بذلك الخوف والفزع والذعر لدى المواطنين من خلال إطلاق الأعيرة النارية وإقلاق السكينة العامة". وقال المصدر المسؤول في اللجنة الأمنية العليا: «إن ما تقوم به العناصر الحوثية من ممارسات استفزازية وأفعال مخلة بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين في بعض أحياء العاصمة تهدف من ورائها إلى إرباك المشهد السياسي وعرقلة الوساطة القائمة التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بن عمر». وأكد المصدر أن تلك الاستفزازات لن تجر الدولة إلى مربع العنف وأنها ستظل متمسكة بضبط النفس حرصا على إنجاح الوساطة القائمة وعلى أمن المواطنين واستقرارهم وعدم تعريض أرواحهم وممتلكاتهم للخطر، مشددا في ذات السياق على أن القوات المسلحة والأمن لن يتهاونا في أداء مهامهما الدستورية والقانونية لحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على الأمن والاستقرار والهدوء والسكينة العامة. وقف الطيران من جهتها، اعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن امس ان شركات الطيران علقت رحلاتها الى مطار صنعاء بسبب العنف، موضحة ان الاجراء الذي دخل حيز التنفيذ خلال الليل سيستمر لمدة 24 ساعة على الاقل، وقصف مسلحون حوثيون مبنى التليفزيون الحكومي في العاصمة اليمنية صنعاء امس الجمعة، فيما فر مئات السكان من العاصمة خشية تصاعد أعمال العنف بعد أسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات. قصف التليفزيون وأطلق الحوثيون صواريخ على مبنى قناة اليمن التليفزيونية في صنعاء الليلة قبل الماضية، وقالت القناة المملوكة للدولة: إن القصف استمر حتى صباح امس الجمعة. وقالت القناة على شاشتها: إن الحوثيين يواصلون قصف مبنى القناة التليفزيونية بمختلف أنواع الأسلحة حتى الآن. وفر مئات السكان من العاصمة ومشارفها حيث يدور القتال. وقال أحد المقيمين لرويترز: "سقطت القذائف على المنزل المجاور لذلك أخذت زوجتي وأطفالي وذهبنا صوب جنوبي العاصمة. تركنا كل شيء وراءنا". قتلى حوثيون وقتل نحو سبعين من عناصر جماعة الحوثي واعتُقل عشرون آخرون إثر الاشتباكات التي دارت في شارع الثلاثين وتبة صادق الأحمر في أطراف صنعاء. كما قُتل خمسة عشر جنديا وأصيب عشرات في اشتباكات في شارع الستين في العاصمة. وأدّت مواجهات في محيط مبنى التليفزيون إلى مقتل جنديين من الجيش وأكثر من عشرين من جماعة الحوثي، في وقت عزز فيه الجيش اليمني قواته لتأمين المبنى. وقال الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج: إن النقابة تحمّل جماعة الحوثي المسؤولية عن سلامة زملائهم العاملين في التليفزيون. ويضم مبنى التليفزيون ثلاث قنوات رسمية هي فضائية اليمن، وقناة سبأ، وقناة الإيمان، وتقعُ على مقربة منها القناة التعليمية. كما هاجم مسلحون حوثيون نقطة تفتيش عسكرية قرب المطار. اجتماع استثنائي وقالت وكالة الأنباء اليمنية: ان الرئيس عبدربه منصور هادي عقد اجتماعا استثنائيا مع اللجنة العسكرية والأمنية العليا لبحث التطورات الأمنية في العاصمة. وبحث الاجتماع التطورات الناتجة عن الحشود الحوثية وتفجير الأوضاع باتجاه العاصمة صنعاء وما حولها، وما يمثله ذلك من تهديد الامن والاستقرار والسكينة العامة الأمر الذي يتنافى مع ما يتم حالياً من جهود وحوارات من أجل التسوية السياسية للأزمة الراهنة. واستعرض هادي طبيعة الأوضاع والاتصالات الجارية على كافة المستويات من أجل تدارك تحديات الوضع الراهن من خلال اللجان الرئاسية التي تم تشكيلها واللجنة الوطنية والتي بذلت جهوداً كبيرة ومضنية في هذا الجانب، والجهود الكبيرة التي يبذلها الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر مع عبدالملك الحوثي وقيادة "أنصار الله" في إطار تلك الجهود الهادفة إلى حقن الدماء وتسوية أي خلافات أو اشكالات بعيدة عن لغة السلاح والتصعيد الذي يجر البلاد إلى المزيد من الدمار، لافتاً إلى أن البلاد لا تحتمل المزيد من التصعيد والحروب. من جهته، قال عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ نتائج الحوار الوطني، رياض ياسين: إن الحوثيين يقودون عملية انقلابية واضحة للإطاحة بالرئيس هادي وضد نتائج الحوار الوطني. وأضاف ياسين للجزيرة: ان هناك تكاتفاً بين الحوثيين وقوى أخرى على رأسها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تريد العودة إلى السلطة مرة أخرى، ونفى مصدر في مكتب رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح ما قال إنها معلومات تناقلتها بعضُ القنوات الفضائية ومواقعُ إلكترونية عن استمرار تحكم الرئيس المخلوع في بعض قادة الجيش. وعبّر المصدر عن أسفه لما أسماها التصريحات التي تفتقر للمصداقية والموضوعية وتتضمّن تصعيدا غير مبرر، على حد تعبيره. وأشار إلى أن صالح سلّم السلطة والحكم والجيش أمام العالم ولم تعد له أي علاقة بها. وأفادت مصادر في صنعاء بأن الرئيس هادي عقد لقاء مصارحة مع شخصيات سياسية يمنية، تحدث لهم فيه عن الدور الإيراني في البلاد، واستمرار وجود تشكيلات عسكرية لا تزال تتلقى أوامرها من الرئيس المخلوع.