قالت مصادر محلية وسكان في منطقة مذبح والأحياء الشمالية الغربية للعاصمة اليمنية صنعاء، إن الاشتباكات تجددت بين المسلحين الحوثيين ومسلحين تابعين لحزب الاصلاح تدعمهم قوات من الجيش اليمني الموالي للواء علي محسن الاحمر، بعد توقف استمر ساعة ونصف من بعد مغرب أمس. فيما ترددت انباء عن توصل المبعوث الاممي جمال بنعمر المتواجد منذ امس الاول في محافظة صعدة شمال اليمن، مع زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي الى توقيع مسودة اتفاق اعده المبعوث الدولي، يقضي بانهاء الازمة ووقف تصعيد جماعة وانهاء اعتصاماتها الموجودة ومؤخرا استدعت وقف الاشتباكات والمواجهات التي يخوضها مسلحو الجماعة مع قوات الجيش ومسلحين تابعين لحزب الاصلاح (الاخوان المسلمين في اليمن) -ذات التوجه السني- داخل العاصمة صنعاء وفي محيطها، مقابل استجابة الرئاسة اليمنية لمطالب جماعة الحوثي المعلنة والمتضمنة اقالة حكومة باسندوة وتشكيل حكومة كفاءات وتحفيض اسعار المشتقات النفطية والتسريع في تنفيذ مخرجات الحوار. وقالت مصادر وشهود عيان لـ»المدينة» إن المسلحين الحوثيين المدعومين من قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح وانصاره، فتحت جبهات جديدة في شمال وشرق العاصمة صنعاء. وقصف الحوثيون مساء امس مبنى التلفزيون الحكومي الواقع بحي الجراف على طريق صنعاء عمران، بمختلف الأسلحة الثقيلة. وأكد التلفزيون الرسمي في شريط اخباري عاجل أن المبنى يتعرض لقصف بمختلف أنواع الأسلحة دونما يذكر اسمه الجهة التي هاجمته. وقالت مصادر لـ»المدينة»، إن المسلحين الحوثيين هاجموا مبنى التلفزيون الحكومي بالقذائف واشتبكت مع حراسته. فيما اكدت مصادر وشهود عيان، ان مسلحين حوثيين هاجموا نقطة مطار صنعاء واستولوا عليها دون مقاومة تذكر -حسب المصادر- بينما هاجم مسلحون اخرون نقطة بمنطقة الحتارش، شمال شرق العاصمة صنعاء، والتي لا تزال الاشتباكات فيها بين الجيش ومسلحين حوثيين جارية (حتى كتابة الخبر) كما هاجم الحوثيون موقعين للجيش بمنطقة بني حشيش شرق صنعاء. وأحال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قائد عسكري بارز في الجيش، قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء محمد الحاوري، الى القضاء العسكري للتحقيق والمحاكمة، على إثر تورطه في التعاون مع الحوثيين والسماح لهم بالتقدم وصولا الى قرب منزل الرئيس هادي وسط العاصمة صنعاء، فضلا عن اعلانه الانضمام الى جماعة الحوثي، بعد سحبه القوات العسكرية من نقاط تفتيش ومواقع كانت موجودة في طريق الحوثيين بشمال غرب العاصمة صنعاء، وهو ما سهل للمسلحين الحوثيين بالتقدم الى قرب منزل الرئيس هادي ومحيط جامعة الايمان ومقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة بمشال غرب اصنعاء. كاشفا في نفس الوقت، عن قيادات عسكرية لا تزال تتلقى الاوامر من سلفه صالح. وفيما تواردت انباء ان المبعوث الاممي جمال بن عمر الذي يتفاوض مع زعيم جماعة الحوثيين منذ امس الاول في محافظة صعدة شمال اليمن، سوف يعلن خلال ساعات نتائج مباحثته مع عبدالملك الحوثي التي يبدو انها وصلت الى طريق مسدود، عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء امس اجتماعا استثنائيا مع كبار القيادات العسكرية والأمنية في البلاد لتدارس الوضع الامني والعسكري في اليمن، عقب تطورات المواجهات والاشتباكات العنيفة التي وصلت الى قرب منزلها في شارع الستين الغربي وسط العاصمة صنعاء. وتوقع مصدر مقرب ان الرئيس هادي خروج الاجتماع بقرارات حازمة وحاسمة للحفاظ على العاصمة صنعاء من المتربصين والعابثين بالأمن والاستقرار وبما يجنب العاصمة اراقة المزيد من الدماء اليمنية، وبما يحفظ امن وسكينة المجتمع وبما يحافظ على مؤسسات الدولة ويصونها. فيما اكدت مصادر ان الاشتباكات والمواجهات بين الحوثين ومسلحي حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين في اليمن) المدعومين من بعض وحدات الجيش اليمني الموالي للواء على محسن الاحمر، تجددت مرة ثاني في منطقة مذبح، شمال غرب العاصمة صنعاء بعد ان كانت قد توقفت عقب صلاة مغرب الخميس لساعتين تقريبا. وأضافت المصادر ان الاشتباكات امتدت الى مدينة صوفان القريبة من التلفزيون الحكومي في حي الجراف، شمال العاصمة صنعاء، حيث يقع منازل ومساكن اولاد الشخ الاحمر وقيادات بارزة في حزب الاصلاح- ذات التوجه الديني السني. وكانت معارك عنيفة استخدم فيها الطرفين مختلف الاسلحة قد وصلت عصر امس الخميس، الى محيط سور جامعة الايمان بعد معارك عنيفة شهدتها المنقطة بين الجانبين، سقط على اثرها مئات القتلى والجرحى من الطرفين، اغلبهم من مسلحي جماعة الحوثي الذين كانوا -حسب شهود عيان- يستبسلون ويهجمون بكثافة في محاولة منهم تحقيق هدفهم وهو السيطرة على المقر السابق للفرقة الاولى مدرع المنحلة والتي كان يقودها اللواء الاحمر، وكذلك السيطرة على مقر جامعة الايمان الملتصقة بمقر الفرقة الاولى مدرع، والتابعة لرجل الدين والقيادي في حزب الاصلاح،عبدالمجيد الزنداني. واكدت المصادر لـ»المدينة» ان المئات من الجثث القتلى والجرحى لا تزال حتى وقت متأخر من مساء امس الخميس ملقاءة في شوارع واحياء منطقة مذبح. وقال مصدر» ان اكثر من 85 جثة لمسلحين حوثيين سقطوا في مواجهات واشتباكات شارع الـ30 بشمال غرب العاصمة، بالاضافة 10 جثث لجنود قتلوا في المواجهات واصابة 18 اخرين، فضلا الى عشرات الجثث التابعين للمسلحين من حزب الاصلاح او ما يسمى باللجان الشعبية الداعمة للجيش ضد جماعة الحوثيين.