جميعنا يتمنى أن يكون سعيداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهناك دراسات كثيرة في هذا الموضوع. ومن آخر ما قرأته هو ما كتبه الدكتور جيرمي دين Jeremy Dean عن السعادة وعن أحدث ما توصل إليه العلماء من حقائق نسبية طبعا بخصوصها. منها أن العلماء وجدوا أن الأشخاص الذين يشعرون بمستويات عالية من السعادة، تكون مناعتهم للأمراض أعلى من غيرهم، ما جعل العلماء يعتقدون أن السعادة وتأثيرها على الجسم قد يصلان لمستوى أعمق بكثير مما نعتقد ويقصدون بذلك أن السعادة تؤثر حتى على الجينات بطريقة إيجابية! أيضا قد نتساءل كيف للأفراد أن يكونوا سعداء في ظل الأزمات الاقتصادية وصعوبة الحصول على عمل؟! إحدى الدراسات قدمت جزءا من الاجابة، وهو أن الأشخاص برغم الظروف السيئة يشعرون بالسعادة عندما ينخرطون في العمل التطوعي ويساعدون جيرانهم وأصدقاءهم الخ...! حتى لو كانت المساعدة بسيطة وسواء أكانت مادية أم معنوية فإنها كفيلة بجلب السعادة لهم! دراسة أخرى شيقة أشارت الى أن الشخص حتى لو كان بطبعه انعزالياً ولا يميل للمناسبات الاجتماعية أو مخالطة الآخرين، فإنه لو بادر وشارك في المناسبات الاجتماعية أو حتى حاول أن يقلد سلوك الأشخاص الاجتماعيين فإن هذا سيؤدي الى شعوره بالسعادة! ماذا عن السعادة والعمر؟ يعتقد العلماء أنه مع تقدمنا في العمر تتغير نظرتنا للسعادة! ويشيرون هنا الى أن الأشخاص الأصغر سنا يجدون سعادتهم في المغامرة والمخاطرة والخبرات غير التقليدية! بينما الراشدون والكبار في السن يجدون سعادتهم في الممارسات البسيطة واليومية "العادية" كالمشي أو الاجتماعات العائلية. ولعل هذا يفسر لنا لماذا يقدم الشباب وصغار السن على أعمال لا يقدم عليها الكبار! لأن مثل هذه الأعمال تُشعر الصغار بالسعادة بينما لا يكون لها نفس التأثير على الكبار! دراسة أخرى وجدت أن الأشخاص الماديين أي الذين يقيسون سعادتهم بمدى امتلاكهم مزيدا من الأشياء المادية كالمال أو المنازل الفارهة أو السيارات الفخمة الخ.. هم أقل سعادة من غيرهم! لأنهم معذبون برغباتهم اللامنتهية! فمهما كان حجم ما يملكون! يظلون يتطلعون الى المزيد ما يقلل من شعورهم بالرضا والسعادة. أما بالنسبة للسعادة والشبكات الاجتماعية وجدت احدى الدراسات أن عبارات السعادة وحتى الأشكال التعبيرية السعيدة لها تأثر معدٍ ! بمعنى أنها تنتشر وتتداول بين الأشخاص وتُشعرهم بالسعادة أكثر من العبارات أو القصص ذات المحتوى السلبي. ختاما تظل السعادة مطلبا ومحركا للأشخاص في الحياة، قد نتفق مع هذه الدراسات عن السعادة وقد نختلف. لكن يظل كل منا في سعي مستمر للحصول على السعادة وذلك وفقا لمنظوره الخاص!