أكد الدكتور الشيخ عيسى عبدالله الغيث عضو مجلس الشورى والمستشار السابق لوزير العدل على أهمية النقد والمراجعة والابتعاد عن التلقين لكونه أحد أسباب تخلف الأمة وتراجعها، مؤكدًا على أهمية المكاشفة والصراحة وحرية التعبير عن الرأي وضرورة التوازن بينه وبين احترام حقوق الآخرين الخاصة والعامة وعدم التعدي عليها. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف وسط حضور نوعي ولافت من حقوقيين وكُتَّاب وإعلاميين، وأدار المحاضرة الكاتب فاضل العماني. وأكد الغيث على أن القضاء يشكل منظومة متكاملة لكونه خيارًا وملاذا يلجأ إليه أفراد المجتمع للفصل في الخصومات وللحصول على حقوقهم، وبدون تحول المجتمعات إلى فئات متحاربة تسود فيها شريعة الغاب، رابطا بينه وبين استقرار المجتمع وضرورة سيادة القانون فيه. وانطلق الغيث في الحديث عن التغيرات الحاصلة في نظام القضاء في المملكة المنطلق من النظام الأساسي للحكم وذلك من خلال صدور حزمة من الأنظمة القضائية الجديدة، وتطوير وسائل التظلم، وتوزيع اختصاصات المحاكم، وإعطاء دور أكبر للمحامين، وزيادة أعداد القضاة. وبيَّن أن هناك من يطلق أحكاما عامة على القضاء وبصورة إجمالية دون أن يكون النقد موضوعيًا أو محددًا، مشيرًا إلى أهمية احترام القضاء حتى لو وجدت عليه ملاحظات لكونه الحصانة لحقوق الأفراد وفئات المجتمع. وأكد في حديثه على نزاهة القضاء في المملكة، مبينا أن هناك إشكالية في الحديث عن الفصل الكامل بين السلطات باعتبار أن ذلك لا ينطبق على الوضع القائم في المملكة، حيث إن المرجعية بالتالي واحدة سياسيا وشرعيا، موضحا أنه ينبغي أن يكون هنالك تعاون وانسجام بين مختلف السلطات كي تؤدي دورها بصورة سليمة. وأوضح أن القضاء لا يتدخل في كل الأمور كما يقال، بل أنه يقوم بعمله بناء على ما تطلبه منه جهات الادعاء.