لم تدرك مطلقة أن استنجادها بلجنة الحماية الاجتماعية في العاصمة المقدسة خوفا من عنف طليقها، سيجعلها تظفر بعريس آخر يعوضها عن سنوات الحرمان والعذاب الذي كانت تعيشه. وكانت المرأة الثلاثينية ممن ترعاهن وزارة الشؤون الاجتماعية من ذوات الظروف الخاصة قد ضاقت بها السبل جراء العنف الأسري الذي تعرضت له من زوجها السابق، الذي وقف في طريق سعادتها، وحياتها الهانئة التي كانت تنشدها بعد أن حصلت على صك الطلاق. وعندما وجدت الأبواب موصدة في وجهها لم تجد بدا من الذهاب إلى لجنة الحماية الاجتماعية طالبة حمايتها من هذا العنف المتكرر عليها وعلى أبنائها، وعلى الفور أودعتها اللجنة في الدار مع أبنائها، وشكلت فريقا من الأخصائيات الاجتماعيات لدراسة حالتها، وتواصلت اللجنة مع طليقها من خلال جلسات عدة مستقلة ومشتركة، إلى أن جرى التقريب بين وجهات النظر بين المرأة وطليقها. ولم تكتف اللجنة بإصلاح الأمور بين المرأة وطليقها بل بدأت في البحث في عريس مناسب للمرأة وهو ما تم بالفعل حيث تم العثور على زوج تتوفر كافة الشروط التي تساعد المعنفة على العيش حياة كريمة بعيدا عن العنف مع أبنائها. وشهدت المحكمة العامة في مكة المكرمة إنهاء إجراءات عقد القران وسط فرحة عارمة من منسوبي اللجنة حيث تم زف العروس من دار الحماية إلى عش الزوجية. من جهته قال رئيس لجنة الحماية بالعاصمة المقدسة محسن بن دخيل القحطاني لـ«عكاظ» إنه لم يشعر بسعادة غامرة طوال عمله في اللجنة مثلما شعر به عند اتمام إجراءات زواج هذه الفتاة، مشيرا إلى أن الجميع تعاطف معها نظرا لحياتها السابقة التي كانت مليئة بالمشاكل وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي.