استنكرت القاهرة تصريحات نشرتها وسائل إعلام تركية أمس على لسان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب فيها عن استعداد بلاده لاستضافة قياديين في جماعة «الإخوان المسلمين» قررت قطر إبعاد سبعة منهم قبل أيام ويُتوقع أن تبعد آخرين قريباً. وقال لـ «الحياة» مسؤول مصري رفيع إن تصريحات أردوغان «تأتي في إطار المواقف السلبية التي يتخذها ضد مصر». (للمزيد) وكانت صحف تركية نقلت عن أردوغان قوله ان قادة «الإخوان» الذين سيغادرون الدوحة سيكونون «موضع ترحيب» في تركيا. وقال عقب عودته مساء أول من أمس من زيارة رسمية إلى قطر: «إذا عبروا عن رغبة في المجيء إلى تركيا، سندرس طلبهم. وإذا كان هناك أي سبب يمنعهم من المجيء إلى تركيا، فسنقوّمه، وإذا لم تكن هناك عراقيل فسنمنحهم نفس الحقوق مثل كل الآخرين». واعتبر المسؤول المصري ان أردوغان «ينسّق بالكامل مع القطريين. هذه (قطر) تستبعد وتنفي أنها استبعدت، وتلك (تركيا) تعلن استعدادها للاستضافة... الدولتان تتلاعبان بمصائر المنطقة ككل وفي جميع ملفاتها، خصوصاً دعمهما الواضح لمنظمات إرهابية في ليبيا والعراق وسورية وتقديم السلاح والتدريبات لهذه المنظمات». ورأى أنه «ليس مستغرباً من حاكم تركيا وحلم الخلافة ما فتئ يراوده أن يستمر حتى اللحظة الأخيرة في دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية... كان ذلك أثناء حكم (الرئيس السابق) محمد مرسي ثم منذ عزله وحتى الآن». وقال إن «التنظيمات الإرهابية في المنطقة كلها مرتبطة». وأشار إلى أن «القاهرة نجحت في إقناع دول عربية وأجنبية عدة بهذا الارتباط الواضح لهذه التنظيمات التي تعيش تحت عباءة واحدة في مناطق مختلفة في العالم، من أنصار بيت المقدس إلى داعش وفجر ليبيا وغيرها، وكشفنا أيضاً حقيقة دعم قطر وتركيا المفرط لهذه التنظيمات». وختم قائلاً: «نرفض إعلان أردوغان، وسندرس ونتخذ الخطوات المناسبة والقانونية ضد هذه الخطوة التي تعد تدخلاً سافراً في الشأن المصري». ويرى مراقبون في القاهرة أن الدوحة تنازلت شكلياً فقط عن دعم «الإخوان»، بضغوط من الرياض وأبوظبي وواشنطن، فيما تواصل دعمهم بكل السبل الأخرى المالية وترتيب إقامات وتوصيل رسائل. ويعتبرون مغادرة بعض قادة الجماعة الدوحة «فعلاً تكتيكياً كي تقول (قطر) لشركائها الخليجيين إنها نفذت التزامات الرياض وتضمن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين».