لا ريب أنّ ازدواجية المعايير، التي تُوصف بها بعض دول الغرب عند التعاطي مع الإرهاب، هي أمر سيئ، لكنّ الأسوأ منه هو ازدواجية المعايير التي تتّصف بها دول أخرى في الشرق، كروسيا والصين، ومعها إيران والنظام الأسدي في سوريا وحزب اللات، ممّا تعوّدت جميعها على انتقاد دول الغرب سابقًا في ازدواجيتها، وما زالت تنتقدها حتى تاريخه!. إنّ الممارسات الحالية لهذه الدول في الشرق، ومعها التنظيم الرافضي لخير دليل على الازدواجية الأكثر سوءًا، فروسيا تشترط إصدار قرار من مجلس الأمن لضرب داعش، ومنذ متى تُبجّل روسيا دور المجلس؟! وهي قد سخّرت الفيتو الخاص بها في المجلس لإنقاذ نظام السفّاح بشار الأسد الذي تفنّن في إرهاب شعبه وقتله بالسلاح الكيماوي والبراميل المتفجّرة، والصين تدعو لاحترام سيادة الدول وهي قد ابتلعت واحتلت دولاً مسلمة كاملة في بلاد ما وراء النهرين، وساندت النظام الأسدي حتى خرج شبّيحته في شوارع دمشق باتجاه السفارة الصينية لتحيتها وشكرها!. أمّا إيران التي وصفت التحالف الدولي للقضاء على داعش بأنه غامض، فتمارس هواية التقية الغامضة، التي تشجّع بها قتل أهل السنة المعتدلين، وتأجيج نار الفتنة بدعم المتطرّفين، من أمثال داعش والميليشيات الشيعية، سرًّا وجهرًا!. هي المملكة.. الدولة الرائدة في تبنّي المعيار الواحد في مكافحة الإرهاب، مهما كان مصدره، سواء كان أفرادًا أو جهات أو دول، وهي التي حذّرت منه مرارًا وتكرارًا، وتحمّلت في ذلك الأخطار والأضرار، وما موقف خادم الحرمين الشريفين الصارم في مكافحة الإرهاب فكريًّا وأمنيًّا إلّا أكبر دليل على ذلك، وهذا المعيار المشرّف هو الذي كشف قناع الازدواجية عن هذه الدول، وفضح دورها الذي تزعمه في مكافحته، بينما هي في الحقيقة تدعمه في العلن والخفاء!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain