لندن أ ف ب أكدت وزارة الخارجية البريطانية أمس صحة شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنظيم الدولة الإسلامية قتل الرهينة البريطاني ديفيد هينز بقطع الرأس، فيما توعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمطاردة المسؤولين عن الجريمة. وقال ناطق باسم الوزارة «كل شيء يدل على أن شريط الفيديو صحيح وليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأنه ليس كذلك». وكان هينز الأسكتلندي البالغ 44 عاما يعمل في الحقل الإنساني منذ 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وإفريقيا والشرق الأوسط، خطف في سوريا في مارس 2013. ويأتي الإعلان عن إعدام هينز في الوقت الذي كثفت فيه لندن جهودها الرامية للقضاء على التنظيم المتطرف، الذي بات يسيطر على مناطق مترامية على جانبي الحدود العراقية السورية ويمتلك إمكانات مالية وعسكرية. كما هدد التنظيم في الفيديو بإعدام رهينة بريطاني آخر هو آلن هينينغ. وقال كاميرون بعد ترؤسه اجتماعا لخلية الأزمة الوزارية «سنطارد المسؤولين وسنحيلهم أمام العدالة أيا كان الوقت الضروري لذلك. الولايات المتحدة تقوم بعمل عسكري مباشر نحن ندعمه، وأن (طائرات) تورنادو بريطانية وطائرات استطلاع قدمت مساعدتها. لكن من غير الوارد نشر قوات مقاتلة على الأرض». وأضاف كاميرون متحدثا عن المسؤولين عن قتل هينز «ليسوا مسلمين، لكنهم وحوش». وتابع «خطوة خطوة سنصد ونفكك وندمر الدولة الإسلامية وما تمثل». وقال رئيس الوزراء البريطاني أيضا «سنتحرك بهدوء وبحزم وإنما بتصميم لا يلين. لن نتحرك لوحدنا، نعمل بشكل وثيق مع حلفائنا، ليس فقط الولايات المتحدة وأوروبا، وإنما أيضا في المنطقة». وفي الشريط الذي يستغرق دقيقتين و27 ثانية ويحمل عنوان «رسالة إلى حلفاء أمريكا»، أخذ الجلاد الملثم على رئيس الحكومة البريطاني الانضمام إلى الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وقال «لقد انضممت طوعا في تحالف مع الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية كما فعل سلفكم توني بلير من قبلكم وفقا لنزعة بين رؤساء وزرائنا البريطانيين الذين لا يتمتعون بالشجاعة ليقولوا لا للأمريكيين». والرجل المجهول الهوية وذو اللكنة البريطانية قد يكون نفسه الذي ظهر في شريطي الفيديو عن قطع رأسي الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، بحسب الخبراء. وعبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن تضامن الولايات المتحدة مع بريطانيا بعد إعدام هينز، متوعدا بالقضاء على التنظيم المتطرف. كما نددت الرئاسة الفرنسية بالإعدام مؤكدة في بيان أن «جريمة القتل البشعة لديفيد هينز، تؤكد مرة جديدة على ضرورة حشد المجموعة الدولية صفوفها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تنظيم الجبن والحقارة». وعبرت عن «تضامنها» مع عائلة الرهينة وبريطانيا. ونددت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير الأحد بإعدام الرهينة البريطاني، واعتبرا ذلك «عملا عنيفا شنيعا وهمجيا». وبث شريط إعدام هينز في اليوم نفسه الذي وجهت فيه عائلته نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الإفراج عنه. وقال مايك هينز شقيق ديفيد هينز في بيان إنه فقد «أخا عزيزا قتل مؤخرا بدم بارد». وأضاف «كان محبوبا من كل أفراد العائلة وسنشتاق إليه كثيرا».