بدأ المرشحون في عرض بضاعتهم عن طريق وسائل الاعلام المختلفة، وتسويقها في ضوء أفكارهم وقيمهم وقناعاتهم. ومنهم من يطرحها بإطار منهجي وقيمي تحليلي، ممكن بلورتها وتطبيقها مستقبلاً، إلا أنه أصبح المواطن الكويتي لديه خبرة عميقة في تمييز المرشحين وتصنيفهم ووضع كل مرشح في الخانة المناسبة له، ولا ينطلي عليه من يزيف أفكاره ويلمع أفعاله. نقصد هنا بالتصنيف الفكري والسلوكي، وليس التصنيف الطائفي أو الفئوي. قد يتفق الكويتيون في أي دائرة من الدوائر الانتخابية على شخص بعينه لاعتبارات عدة ويختلفون على أفكاره ومنهجه، أو يختلفون على شخصه ويتفقون مع أفكاره ورؤاه ومنهجه، وذلك لإيمانهم بالدور التكاملي ما بين المرشح والناخب. نتوقع أن يخفق البعض باختيار المرشح، ولكن إن وقع خلل في نتائج الانتخابات المقبلة، فلا تلومن إلا أنفسكم، لأن بحسن أو سوء الاختيار سوف نهندس مستقبل أجيال حاضرة وقادمة. ولتجنب هذا الخلل لا بد من اختيار من يتمتع بخصلتين تؤهله لتمثيل الأمة، وهما الأمانة والقوة، القوة في إحقاق الحق وإبطال الباطل، والأمانة في التشريع والمراقبة بما ينفع المصلحة العامة. لذا كن على يقين أيها الناخب، فالخلل يقع عليك أولا قبل المرشح، فابحث عميقاً في أفكار وسلوك وأخلاقيات المرشح عن خصلتي الأمانة والقوة. هنا حتما سنصيب الهدف. ومن مؤشرات الأمانة والقوة التي تعينك على الاختيار تطابق الأفكار بالأقوال والأعمال عند المرشحين، وترجمة الأفكار على شكل سلوكيات ظاهرة أمام الملأ من دون تردد وخشية ومحاباة لأي كائن كان. ها نحن نقترب يوماً بعد يوم من خوض انتخابات جديدة، علينا أن نؤهل أنفسنا من الآن لعملية الاختيار، ولا بد من رفع شعار إن الله خلقنا أحراراً مخيرين، ما علينا إلا أن نوظف اختيارنا على ورقة التصويت بكل معاييره ومقاييسه التي تتطابق مع القوة والأمانة، والتي مرجعيتها الشرع، لا تظلم نفسك وتجعلها إمعة وتابعة ومقيدة بقيود القبلية والعائلية والطائفية والمذهبية، اتركها حرة أبية لتختار ما يرضي الله ثم يرضيها لمن يمثلها، بالمحافظة على هويتنا الإسلامية والخليجية والوطنية، وأن تختار من يحمل فكرا مميزا برؤية جديدة متجددة، ويقوم بدور تشريعي ورقابي لمصالح البلاد والعباد، بالأطر والضوابط التي لا تصادم وتخالف عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وأخلاقنا، وديننا دين الاعتدال والوسطية. m.alwohib@gmail.com mona_alwohaib@