يكتسب مؤتمر باريس للأمن والسلام في العراق ودحر إرهاب تنظيم «داعش» اليوم، أهمية كبرى كون قضية التصدي للتنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم «داعش» الظلامي أصبحت هاجسا عالميا وليس عربيا فقط، للخروج باستراتيجية شاملة وواضحة لتوزيع المهام وتقاسم الأدوار للدول المشاركة في التحالف الدولي للقضاء على «داعش» واقتلاعه من جذوره، ولكي تكون هناك خارطة طريق واضحة للتصدي لتنظيم «داعش» وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة، والخروج بتوصيات عملية، بحيث سيكون مؤتمر باريس بمثابة العمود الأساسي الذي سيعكس توجهات التحالف الدولي للبدء بإطلاق صفارة المواجهة بين الاعتدال وتنظيم «داعش» الإرهابي والجهات التي تقف وراءه بلا هوادة وقوة. وليس هناك شك أن مؤتمر باريس والذي يعقد بعد اجتماع جدة الإقليمي لمواجهة التنظيمات الإرهابية سيؤكد مجددا على جدية التحالف الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم وسيتم خلاله وضع الخطوات العملية الأولى للتصدي لإرهاب «داعش» الظلامي، وستتلاقى الرؤى العالمية لكيفية مواجهة هذه التنظيمات والتصدي لها بحزم بلا هوادة لأن «داعش» أصبح يمثل تهديدا للأمن والسلم العالميين، ولا يمكن للمجتمع الدولي السكوت على الأعمال الإرهابية التي يرتكبها التنظيم الظلامي باسم الدين الإسلامي والإسلام منه براء، لأن الدين الإسلامي ينبذ التشدد والإرهاب وهو دين السماحة واليسر والاعتدال والوسطية. إن مؤتمر باريس الذي يفتتح بحضور 30 دولة يتزامن عقده مع تشديد فرنسي على ضرورة النظر إلى أهمية المؤتمر في إطار إنشاء التحالف الدولي للتصدي لـ«داعش»، كونه يأتي استكمالا لاجتماعات حلف الأطلسي واجتماع جدة الإقليمي الذي عكس اهتمام الدول الخليجية والعربية بضرورة عدم التهاون والتصدي لإرهاب «داعش» بقوة وصلابة.