عظم الله أجركم جميعا وعظم أجر الوطن في دماء إخوتنا وأبنائنا الذين سالت دماؤهم البريئة غدرا في الأحساء، ونسأل الله أن يرحم الموتى ويشفي المصابين ويلهم عائلاتهم الصبر على مصيبتهم، وبإذن الله لن يفلت مرتكبو هذه الجريمة النكراء من قبضة العدالة بعد أن أطلقوا النار على صدر الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. ** رصاص الإرهابيين اختار لجريمته توقيتا لئيما يستحي من استغلاله حتى الشيطان.. ذكرى عاشوراء أقذر توقيت يمكن اختياره لإشعال الفتنة.. ولكن نحمد الله أن الرصاصات الخائنة اختارت المكان الخطأ.. ففي الأحساء نخلة تسامحنا وتعايشنا وتآخينا.. وقد أصبح تنوعهم جزءا من ثقافتهم لذا هم ليسوا بحاجة لنصائح عن التسامح والقبول بالآخر.. بل هم مدرسة في هذه القيم منذ قديم الأزل. ** الخطر ليس في المكان بل في اللامكان.. حيث التحريض العلني والإشاعات التي تتسلل من فتحات النوافذ الرقمية.. البضاعة الطائفية البغيضة أصبحت رائجة اليوم في كل الأسواق.. نحن الباعة والمشترون في ذات الوقت.. نحن الذين يمكن أن نبيع الجهل والتعصب ونشتري التسامح والرخاء ونحن الذين يمكن أن نفعل العكس لا قدر الله.. والعاقل من اتعظ بغيره!. ** الموقف الوطني والإنساني ضد الإرهاب والطائفية الذي يجب أن يقفه أي مواطن أكبر من تلخيصه في شعار براق في شال كتب عليه (لا للإرهاب والطائفية).. وهو أيضا أبعد من أن يكون مجرد هاشتاق في تويتر، إنه موقف من الحياة بأسرها.. ولا يستقيم أبدا مع القبول بأي أطروحة تحريضية مريضة أو تغريدة مسيئة.. ما يقوله أناس مجهولون في العالم الافتراضي جهارا نهارا وبشكل يومي لابد وأن يكون له انعكاساته العنيفة على أرض الواقع، ومواجهة الإرهاب والطائفية تبدأ وتنتهي دائما بالمواطنين الذين ينحازون لإنسانيتهم ووطنهم ويعرفون أنهم جميعا يسجدون باتجاه قبلة واحدة وأن كل من يسعى لفرقتهم أو شق صفهم هو عدو للإسلام. ** هؤلاء الذين قتلوا الأطفال دون رحمة.. لم يتورعوا في يوم من الأيام من ارتكاب فظائع تشيب لها الولدان.. كتائب متوحشة سلبت عقولها وباعت أرواحها للشيطان.. ولا خيار سوى معالجتها بالاستئصال ومقاومة احتمالات تكرارها لا سمح الله بتنظيف الجو من فيروسات التحريض التي تملأ الهواء. نقلا عن عكاظ