×
محافظة المنطقة الشرقية

معهد أمريكي لتأهيل طلاب وطالبات “الدمام” للقبول بالجامعات العالمية

صورة الخبر

سؤال استفزازي، ربما تشعر بأن فيه انتقاصاً لقدراتك وتعالياً عليك، لذلك سأسأله لنفسي:"هل أنت ذكية؟" وسأشارككم الإجابة بصراحة، أنا أحب أن أصنف أنني ذكية بل فائقة الذكاء، رغم أنني أحياناً أتصرف لا شعورياً تصرفات حمقاء وفي أحيان كثيرة أكتشف أن ذكائي محدود مقارنة بآخرين أكثر معرفة وأكثر خبرة، وفي أحيان أخرى أكتشف أن عنادي يحد من ذكائي وفي مرات محدودة يكون العكس صحيحاً في أعم الأحوال، اكتشافاتي عن ذاتي هذه تأتي متأخرة لكنني أتعلم منها وما مادام أن لدي القدرة على التعلم فإن هذا يعني أن خلايا عقلي مازالت تعمل. إذن هل أنا غبية؟ لنقل إنني مشروع شخص يسعى لتنمية ذكائه، أو بمعنى أصح شخص يستخدم كل حواسه لتطوير قدراته. مثلي مثل أي طفل يبدأ بالتعرف على الألوان والأصوات وملمس الأشياء، يستقي المعرفة من خلال حواسه لكن في سني هذه أستقي المعرفة الذاتية من خلال قرءاتي، عملي تجاربي الحياتية وحتى المعملية، فصورة خلية تحت المجهر يستوقفني أحياناً وأتعلم منه أشياء كثيرة عن ديناميكية الحركة عن تشابك المكونات عن الأداء الوظيفي للمركبات وهذا يمكن إسقاطه على أمور حياتيه كثيرة تتعلق بالتواصل والتوافق البشري مثلاً، ولا أنفي أن كثيراً من لحظات تأملاتي الفكرية تحدث وأنا أطالع التسلسل الجيني لعينة ما مشغولة بتتابع الحروف وتماثلها أو اختلافها والتي تجعلني أتساءل عن مدى اختلاقنا وتشابهنا وتأثرنا ببيئتنا أو بمن حولنا. ولن أكابر وأقول إنني "أفهمها وهي طايرة"فما أكثر الأشياء التي تطير أمامي وأحيانا تلطمني في وجهي وتكمل طريقها غاضبة أو هاربة بدون أن أنتبه لها، ولن أكذب وأقول إنني أفهم المعلومة العلمية بمجرد قراءتها من أول مرة بل إنني أحياناً أضطر لقراءة الجملة أكثر من مرة حتى أستوعبها ويتناسب عدد المرات مع درجة صفائي الذهني. وبيني وبينكم مع تقدم السن تعوّد عقلي على تجاهل كثير مما يصنفه كضوضاء تحيط به وتمر عليه كما تعود على عدم الانتباه لتفاصيل صغيرة قد تكون مهمة ولا أعرف هل هذا يعني أنه بدأ يفقد قدرته في دقة الملاحظة أم أنه مشغول بأمور أخرى لكن الذي أعرفه أن هذه الخاصية قد تغضب البعض. هل أنا ذكية؟ يمر على ذهني هذا السؤال حين أستمع لبعض النقاشات العلمية حين أستمع للتساؤلات المتكررة، لتسلسل التفكير المنطقي في محاولة للوصول لنتيجة علمية فهذه النقاشات تبين لي نسبة جهلي بكثير من الأمور حتي في مجال تخصصي الدقيق وفي نظري المحدود فإن الذكاء والمعرفة يتلازمان في كثير من الأحيان. ونحن كبشر ذوي قدرات استيعابية مختلفة، وعقولنا البشرية تكمل بعضها بعضاً، فأحياناً أحتاج أن أستعير عقل زميلة عمل تملك قدرات مختلفة عني لمساعدتي في فهم معضلة علمية، أحياناً أخطف عقل صديقة ما للحصول على استشارة للتعامل مع موقف ما وأحياناً أتوقف أمام "مشعل" أصغر أبناء أخي وهو يلعب بسيارة صغيرة يتابع حركتها يحاول أن يكتشف طريقة عملها لأتعلم منه دهشة المعرفة وليعيدني إلى "ألف باء" الاكتشاف. "الذكاء" ينمو من خلال تعاملك مع الآخرين من خلال تواصلك معهم ومن خلال تقبلك لمصادر المعرفة المختلفة. هل أنت ذكي؟ ما هو الذكاء؟ وقبل أن تجيب عدد المواقف الغبية التي مررت بها! تذكر كم مرة وصفت نفسك بالحماقة والغباء! لكن لحظة، هل تعريفك للذكاء والغباء تعريف نمطي؟ هل من لا يفكر مثلك ليس بمثل ذكائك ومعرفتك؟ هل تشكل أنت السقف المعرفي والذهني؟ هل أنت المقياس الذي تقيّم الآخرين من خلاله؟