حذَّر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، من مشاهدة بعض القنوات الفضائية التي تدعو إلى الرذيلة، والوقوع فيما حرمه الله من الزنا في برامجها، واصفاً تلك القنوات بـالمنحلة المشبوهة، التي تبث الفساد الأخلاقي والخيانة. وقال آل الشيخ إن هذه القنوات تنشر العري والأغاني الماجنة التي تدعو إلى سلوك طريق الفواحش والمنكر، منبهاً إلى تصفح المواقع المشبوهة والنظر إلى ما تعرضه من فحش ومنكر. ودعا مفتي السعودية أولياء الأمور إلى منع الأبناء من أماكن الاختلاط في الأماكن العامة والأسواق والمتاجر، وأن يسعون إلى حسن تربيتهم، وأن يحث نساءهم على التستر، وعدم الإكثار من الخروج إلى هذه التجمعات، مؤكداً أن العفة نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأن إطلاق البصر سبب من أسباب الضياع والوقوع في الرذيلة والزنا. وعاد آل الشيخ خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبد العزيز في الرياض أمس، ليحذر من خروج النساء من بيوتهن وهن متعطرات ومتجملات، وأن ذلك من أسباب طمع الرجال بها، منبهاً الأزواج إلى الخيانة، والخلو بالساقطات وإفساد البيوت بارتكاب الفاحشة والزنا، واصفاً ذلك بالجريمة التي تستحق القتل للمحصنين. وأكد أن الزنا خراب للعالم وفساد مع ذل، وهو محرم في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مستدلاً بقوله تعالي: الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين، مشدداً على حرمة دخول الرجال على النساء اللواتي ليست من محارمهن. إلى ذلك، قال آل الشيخ إن المسجد له أهمية كبرى في الإسلام وفي حياة المسلم، فهو مكان للعبادة وطلب العلم، ومنبر للدعوة إلى الله، وتوجيه الناس إلى الخير والصلاح، مبينًا أن خطب الجمعة تقوم بدور إصلاحي مهم في حياة المسلمين، وتحقّق العديد من الأهداف والمقاصد المفيدة للمسلم في مجال التربية والتوجيه والإصلاح. وأوضح المفتي في الكلمة التي ألقاها خلال ملتقى دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية الذي نظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الرياض بالتعاون مع إمارة منطقة الرياض، أن المسجد يؤدي رسالتين مهمتين، الأولى: تحقيق العبودية الخالصة لله ــ عز وجل ــ حيث إنه بيت من بيوت الله عز وجل. وقال: لقد أوجب الإسلام أداء الصلاة المفروضة جماعة في المسجد، وجعل لمرتادي المساجد فضلاً كبيراً ومنزلة عالية، فكل خطوة إلى المسجد ترفع درجة، وأخرى تحطّ خطيئة، وجعل ارتياد المساجد من علامات الإيمان، وجعل المسلم الذي قلبه معلق بالمساجد ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن عطّل المسجد من هذه الرسالة، ومنع الناس من ذكر الله فيه كان من أظلم الناس. وأشار إلى أن الرسالة الثانية التي يؤديها المسجد، هي من خلال خطبة الجمعة التي تؤثر في نفوس المسلمين، وتعمل على إحياء القلوب بالوعظ، والتذكير بالله تعالى وبحسابه وجزائه في الآخرة، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم المسلمين أمور دينهم من كتاب الله تعالى وسنة رسوله.