تستضيف ليتوانيا في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي قمة من المقرر أن تحسم مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، التي تتعرض لضغوط روسية لمنع كييف من تعميق علاقاتها الأوروبية. بيد أن التقارب بين أوروبا وجيرانها مسألة طبيعية. سلكت ليتوانيا الطريق هذا في 1995، وبعد تسعة أعوام وجدت نفسها في الاتحاد الأوروبي. ثمة سبب جيو-سياسي هنا: أوكرانيا ومولدافيا وجورجيا هي الأكثر استقراراً سياسياً واقتصادياً، وهذا طيب لأمن ومصالح الاتحاد الأوروبي، لكننا لا نرغم أحداً على شيء. وناقشنا في القمة الأوروبية الأخيرة إمكان حصول تقدم غربي نحو الشرق. والأساليب التي تستخدمها روسيا لردع أوكرانيا وشركائها غير مقبولة. حتى الآن يشمل الضغط الروسي جوانب الاقتصاد والتجارة والطاقة عبر شركة «غازبروم» (الروسية). وتضغط موسكو حتى على الاتحاد الأوروبي من خلال ليتوانيا التي فرضت حظراً على صادراتها من منتجات الحليب وتتعرض حدودها لرقابة عدائية. ويبقى الكرملين شريكاً لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وذا سلوك غير عقلاني. لكن روسيا تخدم مصالح من تعتقد أنهم خصومها. في أوكرانيا، تتقدم المشاعر المؤيدة لأوروبا أسرع مما كان متوقعاً. وفي الاتحاد الأوروبي، فتح موقف الكرملين عيون مسؤولين كثر. ولم تتعلم روسيا شيئاً من سنوات التسعينات وانحلال الامبراطورية. وعندما أعلنت ليتوانيا استقلالها في 1991، تحملنا ستة أشهر من الحصار في الشتاء. نفد الوقود والغاز. ما كانت النتيجة؟ تسارع توجه اقتصادنا نحو الغرب. وبعد عشرين عاماً، يكرر بوتين الخطأ ذاته. ويمكن أن تصعد روسيا الضغط على أوكرانيا من الآن حتى موعد القمة في فيلنيوس. لكن القضية اكتست بعداً دولياً، بحيث ستكون أسوأ دعاية للكرملين. وستحضر أنغيلا ميركل إلى فيلنيوس، ويفكر فرانسوا هولاند وديفيد كاميرون بالمجيء. لكننا لن نصرخ الآن «انتصرنا»، فما زال الوقت مبكراً جداً. ولتجنب إذلال بوتين علينا أن نفسر للروس أنهم على وشك أن يطلقوا النار على قدمهم. وأن الاتحاد الجمركي الذي تريد روسيا إنشاءه لا يتوافق مع التبادل الأوروبي الحر. وفي النهاية، ستعيش روسيا حياة أفضل مع جيران مزدهرين. من جهة ثانية، أوكرانيا على استعداد للتقارب مع الاتحاد الأوروبي إذا أدخلت عدداً من الإصلاحات على القضاء وعلى بعض القوانين الانتخابية. وفي الحالة الخاصة التي تمثلها (رئيسة الوزراء السابقة التي تقضي عقوبة في السجن) يوليا تيموشنكو، لا تمكن الإجابة الآن إذا كانت سلطات كييف ستفرج عنها. علينا انتظار قرار أوكرانيا. لكن العدالة الانتقائية تظل مرفوضة. * رئيسة ليتوانيا، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 7/11/2013، إعداد حسام عيتاني