أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام، إن الله عظم بيته الحرام فأقسم به في كتابه (لاأقسم بهذا البلد) وقال عز وجل: (وهذا البلد الأمين) وبين فضله بقوله: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا، وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا، ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). وأضاف فضيلته وأن من بركة هذا البيت مضاعفة الأجر لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المسجد إلا المسجد الحرام) وهى أحب بلاد الله إلى الله ورسوله، ومن فضل مكة حرسها الله شمول الأمن لكل من فيها من إنسان وحيوان ونبات، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس، ولا يحل لإمرء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما أو يعضض بها شجرة). وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن تعظيم البلد الحرام دليل على التقوى وسبب حصولها قال الله عز وجل (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وقال سبحانه: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه). مشيرا أن أول ما يعظم في بلد الله الحرام أن يجتنب فيه الشرك وما يؤدي إليه من البدع والمحدثات لقوله تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت إذ لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود). موضحا فضيلته أنه بيت أسس على التوحيد، كما يجب تعظيم وتطهير هذا البيت الحرام وهذه البقعة الطيبة الطاهرة من المنكرات والمعاصي الظاهرة، ويتحقق ذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالبر والتقوى، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر الله التي يجب تعظيمها وقد ذهب بعض السلف إلى أن السيئات تضاعف في هذا البلد الحرام، وعلى المسلم أن يراعي هذه القدسية معظما شعائر الله وحرماته ولتكن أعماله موافقة لأمر الله وشرعه وليحسن العمل ولينشغل بما جاء من أجله من طلب رضوان الله وليجتنب ما ينافي مقاصد الحج ، قال الله عز وجل: (الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعلومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ ولاَ فُسوقَ ولاَ جِدالَ فِي الحَجِّ، ومَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ، وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِي يَا أُولِي الأَلْبابِ)، كما ينبغي على أهل هذه البلاد تجاه إخوانهم حسن الإفادة والإكرام وإعانتهم وبذل الإحسان إليهم وتخفيف المؤنة عليهم وتعليمهم ما يحتاجون إليه من أمور الشريعة، وأن يكونوا متعاونين متسامحين مع وفد الله عز وجل وأن يحسنوا أخلاقهم معهم ببسط الوجه والشفقة عليهم وعدم إيذائهم وهضم حقوقهم، حفظ الله الحجاج والمعتمرين.