×
محافظة المنطقة الشرقية

رئيس الحياة الفطرية: حادثة إحراق الثعلب إرهاب بمقدرات الوطن

صورة الخبر

(إلى «راجح مرشد»، خالي، وصديقي والطبيب «غسان المتني»، صاحب اليد البيضاء) «لن تنتهي ما دام لديك قصة ترويها، وتجد من يستمع إليها باهتمام» قرأت تلك الجملة منذ سنوات، في فيلم (الأسطورة 1900)، أعجبتني واستوقفتني برهة، ثم أكملت مسيرة حياتي حتى حدث لي ما حدث، فأدركت بعُدا آخر لها. لقصتنا المتميزة علاقة وطيدة بالخلود، أي خلود؟، هو ــ ببساطة ــ خلود الغرابة، خلود التفرد الذي تهبنا إياه الحياة، لنحيا متميزين؛ فالقاص من أهم مخلوقات الأرض، والمسرود عنهم أوفر الناس حظا، استطاعوا حياكة قصتهم الشخصية، وشاءت الأقدار أن يرويها ــ ربما بالمصادفة البحتة ــ ذلك القاص العظيم. إن أدب القصة القصيرة، هو أدب ذاك الإنسان الضئيل المغمور، وما دام هناك الكثير من الناس اللا مرئية، تحتك وتتفاعل بصمت، فليس من غرابة في هذا العالم المليء؛ نحن فوق الأرض ولسنا على المريخ. اعترضني الموت مرتين، في الأولى كانت ساعة ميلادي؛ حين خرجت فيها إلى الوجود، مقلوبا ومهددا لنفسي ولأمي، فكانت المفارقة، باستجداء الحياة من جهة، وما يشبه حتمية موت آت من جهة أخرى. المهم الآن أنني بقيت حياً، بعد أن هَدَر أبي دمي كونه لم يكن يعرفني، فداء لأمي. في الثانية، كنت قد أصبحت شابا، حين دعينا إلى أحد المطاعم، فرحين بالآني، ولسنا مشعوذين لنعرف الآتي المرير؛ في طريق عودتنا، نزلنا في حفرة الشؤم التي نسيتها ــ أو تناستها ــ بلدية مدينة السويداء، فانحرفت السيارة واصطدمت بسور مدرسة (المقوس). هذا ما أخبروني به؛ لأنني، ولوقت كتابة قصتي هذه، وأنا أحاول تذكر ما حدث، لكن عبثا، وكأن ذاكرتي تآمرت مع الذين من حولي، في محاولة لينسوني ذاك اليوم الذي لا مجال لنسيانه، فكل حركة خاطئة من جسدي غير المستجيب، كفيلة بتذكيري ــ وبقسوة ــ بأنني أصبحت شخصا غير طبيعي، (جسديا على الأقل).