الرياض يوسف الكهفي هيئة الاستثمار استعدت لمفاوضات باريس بحزمة من التسهيلات الفرنسيون طالبوا بفتح سوق المال للأجانب وتذليل العقبات كشف رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبد الرحمن الزامل أن السعودية نجحت في تذليل العقبات التي حددها رجال الأعمال الفرنسيون لضخ مزيد من الاستثمارات في السعودية، مبيناً أن من أهم مطالب الفرنسيين منذ سنوات، فتح سوق المال السعودي للأجانب، وإبداء المرونة في منح التراخيص للمستثمرين الأجانب خلال خمسة أيام فقط. وقال الزامل الذي كان عضواً في الوفد الاقتصادي السعودي، المصاحب لولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز في زيارته الأخيرة إلى فرنسا، إن نتائج الزيارة كانت إيجابية للغاية، وأثلجت صدر ولي العهد شخصيا، ومعه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، مبيناً أن الفرنسيين ذهلوا عندما علموا حقيقة صادرات المملكة غير النفطية للخارج.. وهنا كان نص الحوار.. كنت أحد أعضاء الوفد المرافق لولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى فرنسا.. حدثنا عن دوركم كرجال أعمال وصناعيين في تلك الزيارة؟ - ولي العهد لديه عادة متميزة في سفرياته الرسمية، وهي حرصه على مرافقة رجال الأعمال له، حيث يطلب من رجال الأعمال أن يكوّنوا فريقاً برئاسة مجلس الغرف، ويحمل هذا الفريق في ذهنه هدفا رئيسا، يسعى لتحقيقه، ونحن كرجال أعمال ومسؤولين في التجارة والصناعة ومختلف القطاعات الأخرى، لمسنا هذا الأمر من خلال زيارات سابقة كانت برفقة ولي العهد، منها الزيارة إلى طوكيو والهند. ماذا تحقق لكم على مستوى الاستثمار والمشاريع والصفقات التجارية؟ - أهم ما في هذه الرحلة بالنسبة لنا كرجال أعمال، أن الأمير سلمان فتح لنا الأبواب، واجتمعنا مع معظم رجال الأعمال في فرنسا بشكل مكثف، وكانت فرصة لنا أن نتناقش ونتحاور ونتفق في بعض الأمور، التي كانت تحتاج إلى الوضوح من الجانبين، وتم حل الإشكالية التي كان يرددها المستثمر الفرنسي، وهي أن هناك بيروقراطية وعقبات في وجه المستثمر الأجنبي في السعودية، وواجه محافظ هيئة الاستثمار السعودي عبد اللطيف العثمان هذه الإشكالية، وقضى عليها قبل وقت كافٍ من موعد الزيارة، وبالفعل حصل على شروط ميسرة جداً للمستثمر الأجنبي، وتحديداً المستثمر في التقنية والشركات العملاقة والمتوسطة. وما هي هذه التسهيلات؟ أهمها هو التزام هيئة الاستثمار بأن تصدر الترخيص خلال خمسة أيام، وهذه كانت جداً مهمة، وتم اعتماد معايير معينة، تسهِّل على الشركات الراغبة في الاستثمار في السعودية، من بينها إذا كانت هناك شركة مسجلة في أسواق المال العالمية، فهذه لا تتطلب التدقيق، لأنها تُعد شركة معروفة وعملاقة، وهناك عدة شروط تم تسهيلها. بالنسبة لسوق المال السعودي .. كم تتوقع قيمته السوقية؟ من مطالب رجال الأعمال الفرنسيين أيضاً، فتح سوق المال السعودي للأجانب، لذلك فتح هذا السوق الضخم للمستثمرين الأجانب، وقيمة سوق المال السعودي بلغت 560 مليار دولار، وسوقنا اليوم يحتل المرتبة الـ22 على مستوى العالم من حيث القيمة، والكل يتطلع إلى هذا السوق، ونحن الآن فتحنا منه فقط 55 مليار دولار، أمام المستثمر الأجنبي، من خلالها الاستثمار المباشر عن طريق المؤسسات المالية، خلال النصف الأول من 2015. على مستوى الإعلام الفرنسي كيف كان التفاعل مع الزيارة اقتصادياً؟ - إعلامياً كانت التغطية داخل فرنسا جيدة جداً، وأقامت هيئة الاستثمار السعودية معرضاً تحت مسمى «صنع في السعودية»، احتوى كل الإنجازات لـ 20 قطاعاً مختلفاً، كلها وضعت في المعرض، وكانت موزعة بشكل مرتب ومزودة بكل المعلومات عنها، مما يسهل للزائر أن يجد الإجابة عن كل استفسار يهمه، وحقيقة أن ذلك المعرض أعطى صورة جيدة عن السعودية وعن رجل الأعمال السعودي وقطاع الأعمال بشكل عام. برأيك ما الذي لفت نظر الفرنسيين والزائرين للمعرض؟ - السعودية تمثل 40% من الناتج القومي العربي، وباقي الدول العربية كلها تتقاسم الـ 60% الباقية، وإننا لسنا بلدا نفطيا فقط، علموا أن منتجاتنا غير النفطية تتجاوز مبيعاتها الـ 100 مليار دولار، وصادراتنا تتجاوز الـ 60 مليار دولار، هذه كلها معلومات بالنسبة لهم جديدة وذهلوا منها. وهل تم توقيع عقود أو اتفاقات ومشاريع تجارية؟ - تم التركيز خلال المؤتمر على ثلاثة مشاريع رئيسة، هي مشروع «صدارة» و«برنامج متخصص بين وزارة الصحة ومركز الأوبئة»، وهو مركز عالمي لديهم، بحيث تنتقل خبراته إلينا، وأيضاً شرح برنامج المترو والطرق، وتم التركيز على تلك المشاريع الأساسية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى متعددة وتم توقيعها، ولكن أصحابها لا يرغبون الإعلان عنها في الوقت الحالي، ولكن أؤكد لك أنه اليوم لدينا حوالي 70 مشروعا فرنسيا في المملكة، واستثمارات تقدر بحوالي 14 مليار دولار، ونحن قلنا لهم إن الاستثمار قليل، وأن الاستثمارات الفرنسية منذ بدء التعاون مع فرنسا حتى الآن لم تتجاوز الـ 200 مليار دولار، وهذا استثمار مباشر، وكله حصل من خلال تلك الزيارات ولقاءات الوفود. وأنتم عائدون بالطائرة من تلك الرحلة.. كيف وجدت رضا ولي العهد عن تلك الزيارة وما تحقق منها؟ - لمست أنه كان منشرح الصدر جداً، وكانت زيارة مثمرة على كافة الصعد، وكان مسروراً من الجهد الجماعي، كلٌ قام بدوره ولله الحمد على أكمل وجه، والأمير سعود الفيصل قال لي بنفسه كم هو مسرور من نتائج تلك النشاطات التي قمنا بها كتجاريين وصناعيين، كما أبدى الأمير محمد بن سلمان سعادته بنتائج تلك الزيارة.