* كتب عزيزنا الأستاذ محمد مشاط عن بئرعروة داعيًا إلى الاستفادة من مائها الطبيعي، ومعلقًا على الزميل الكريم الدكتور عائض الردادي الذي يبدو أنه ذكر أن ماء هذه البئر كان يُجلب إلى أسواق المدينة ليُباع فيها لعذوبته، ولا نريد أن ندخل في قضية الأعمار، ولكنني أدركت مع بداية الثمانينيات الهجرية، وفي سوق الحبابة تحديدًا رجلاً يحمل على كتفيه قربة مميّزة ويصب منها "ماء عروة" في كأس معدني؛ ممّا يذكر بحامل ما كنا نسميه "الجُحلة"، أو الدورق الكبير المعطر بالكادي؛ ليشرب منه المصلون في المسجد النبوي الشريف، ويبدو أن هيئة السياحة والآثار برعاية سمو الأمير سلطان بن سلمان قطعت شوطًا في العناية بآثار المدينة المنورة، كقصر عروة بن الزبير، وبعيدًا عن تحديد الحقبة التي بني فيها القصر -أمويًّا كان أم عثمانيًّا- ولكن العبرة بالحفاظ على الأصل كما نشرت صحيفة الحياة "الجمعة 1/11/1435هـ" أن الهيئة تعمل على الارتقاء بالقصر وتوظيفه اقتصاديًّا وسياحيًّا، كما أن الهيئة تعتزم ترميم قلعة "قباء" التي مضى على بنائها ما يقرب من مئة عام، كما أن هناك قلعة أخرى على مشارف مدخل المدينة القديم تستحق الرعاية والاهتمام كمثيلتها على طريق قباء، ولعلّي دعوت في مقالة سابقة إلى ضرورة أن تسند إلى الهيئة عملية إنقاذ ما تبقى من المساجد السبعة، وفي مقدمتها مسجد الفتح، الذي أخبرني البعض بأنه موصد دون إبداء سبب، والمسجد وارد في فضله أحاديث عديدة منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أن النبي أتى مسجد الأحزاب فوضع رداءه، وقام فرفع يديه مدّاً يدعو عليهم -أي الأحزاب- ولم يُصلِّ، ثم جاء ودعا عليهم وصلّى"، ويعلق سيدنا جابر كما ورد في كتاب الباحث الدكتور عبدالعزيز القاري "الآثار النبوية" ص: 58، على هذا الأمر بقوله "فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلاّ توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة". ويرجح الدكتور القاري أن بناء مسجد الفتح وبعض من المساجد الأخرى يعود إلى عهد ولاية عمر بن عبدالعزيز عندما كان واليًا على المدينة عام "89هـ"، أمّا الأستاذ والمؤرخ عبدالقدوس الأنصاري فيذكر بأنَّ المسجد قد جَدَّد بناءه الحسين بن أبي الهيجاء عام 575هـ. * وقد ذكرت في مقالة سابقة عن ضرورة الحفاظ على الآثار الموجودة في جبل سلع أو على سفحه، حيث يقع كهف بني حرام الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبيت فيه قبل نزول آية العصمة. ** وقد تضمنت مدونات بعض الرحالة والباحثين، وفي مقدمتهم الباحث محمد حميد الله الذي زار المدينة المنورة في الأربعينيات الميلادية، معلومات هامة عن آثار المدينة. وقد ضمَّن ذلك كتابه الموسوم "الحضارة الإسلامية" ISLAMIC CULTURE الصادر في حيدر آباد أكتوبر 1939م.. وكان من الآثار الهامة ما يُعتقد أنها كتابة بخط سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- نُقشت في جبل سلع، بينما يذكر الأستاذ الأنصاري وكتابه مرجع هام في تاريخ المدينة في العصر الحديث بأن الخط المنقوش على بعض صخور جبل سلع هو من خط أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب- رضي الله عنهما-. ويضاف إلى اهتمام هيئة السياحة والآثار التي تحرص على الحفاظ على آثار البلدة الطاهرة والعاصمة الأولى للإسلام ما يدركه الجميع من اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة بكل ما يحافظ على هوية المدينة الدينية والتاريخية والحضارية. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain