الدمام إبراهيم اللويم مازال صالح بوحشي (62 عاماً) متمسكاً بحرفته اليدوية في صناعة الأحذية الجلدية الفاخرة يدوياً في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء. ولم يأبه بوحشي لظهور الآلات الحديثة في صناعة الأحذية والتطور الكبير الذي لازم المهنة طيلة العقود الأربعة التي قضاها في ممارسة هوايته المحببة. يقول بوحشي «مارست صناعة الأحذية من الجلد الطبيعي المستخرج من جلود الجمال والمواشي منذ حوالي 40 عاماً، وأستخدم أدوات يدوية متواضعة مثل المسلة والمقص وخيوط مصنوعة من جريد النخيل سابقاً وحالياً من النايلون. وأضاف «رغم التطور في وقتنا الحالي إلا أن كثيرا من الناس مازالوا يرغبون في شراء الأحذية المصنوعة يدوياً، التي تعرف في الجزيرة العربية ودول الخليج باسم القصيمي والزبيري والنجدي، وهذه الأنواع معروفة منذ سنين؛ حيث يتم صناعتها من الجلود الطبيعية، وقد عرفت بهذه الأسماء بحسب المناطق التي يتم صناعتها آنذاك». وبين بوحشي أنه اكتسب المهارات الأساسية في مهنته منذ أن كان في سن 15 عاماً حين كان يعمل ويساعد والده في دكانه الصغير من بعد صلاة العصر إلى منتصف الليل، وقال «كنت حريصاً على تعلم هذه المهارات من والدي الذي يعتبر أحد الخرازين المعروفين في مدينة الهفوف وقتها؛ لذا كنت ملازما له في هذه الأوقات وأيام العطل الأسبوعية رغم أني وقتها كنت ما أزال طالباً في المعهد الثانوي الصناعي بالهفوف، إلا أن ذلك لم يمنعني من العمل وتعلم هذه المهنة. وأوضح بوحشي أنه يستخدم جلود الجمال والأغنام الطبيعية في صناعة الأحذية؛ حيث يتم جلب هذه الجلود من المسلخ الرئيس في محافظة الأحساء، ومن ثم يتم دبغها بالكامل عبر غمرها في وعاء يحتوي على ماء وملح بغرض تنظيفها من الشوائب العالقة، بالإضافة إلى تعقيمها من الروائح الكريهة. وأضاف «الوقت المستغرق في صناعة زوجين اثنين من الأحذية يتراوح ما بين ساعة إلى 4 ساعات في حال كانت المواصفات عادية، أما إذا كانت بمواصفات عالية الجودة من خلال تطريزها بخيوط الزري ذات الألوان المتعددة التي تستخدم في صناعة البشوت فإن الوقت يستغرق من يوم إلى 3 أيام تقريباً».